مع تدهور أسعار النفط والتضخم وانعدام الأمن في الجنوب والأزمة الإنسانية في الشمال ونقص الطاقة الكهربائية، انهار اقتصاد نيجيريا خلال خمسة عشر شهرا ما أفقدها مركزها الاقتصادي الأول في أفريقيا، وكذلك صفتها كأول مصدر للنفط في القارة. فيما أقر الرئيس النيجيري محمد بخاري (الخميس) الماضي، في مؤتمر صحفي عقده في أبوجا في حضور ممثلين للأمم المتحدة بأن «نيجيريا أصبحت فجأة بلدا فقيرا». وقال مبررا هذا التدهور الكبير للاقتصاد النيجيري: «قبل أن أتسلم مهامي كان النفط يباع بنحو 100 دولار للبرميل، ثم تدهور سعره ليصل إلى 37 دولارا ليتراوح بين 40 - 45 دولارا للبرميل». وفقد هذا البلد العملاق في غرب أفريقيا الذي يجني 70 % من عائداته من إنتاجه النفطي، مكانته الاقتصادية الأولى لتحتلها جنوب أفريقيا وفق الأرقام الأخيرة التي أصدرها صندوق النقد الدولي (الأربعاء) الماضي حول إجمالي الناتج الداخلي بالدولار. من جهتها لفتت المحللة المالية المتخصصة بشؤون غرب أفريقيا لدى شركة الاستشارات «تينيو هولدينغز انتليجنس» مانجي شيتو إلى أن البلدين يمران في صعوبات»، مشيرة إلى أن نيجيريا بطيئة جدا في سلوك طريق النمو. وقالت:» لا اعتقد أن بإمكانها استعادة مركزها الأول في وقت قريب، فضلا عن ذلك خسرت نيجيريا قبل بضعة أشهر مكانتها الأولى كمصدر للذهب الأسود في القارة لحساب منافستها انغولا». وفي ذات السياق، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن وزير النفط إيولوخيو ديل بينو بدأ أمس جولة تشمل دولا أعضاء في أوبك وخارجها في إطار محاولة للتوصل إلى توافق بين الدول المنتجة للنفط على استراتيجية لتعزيز أسعار النفط الخام. وأشار مادور في بث تلفزيوني (الجمعة) الماضية إلى أن 70 دولارا للبرميل سيكون عادلا بشكل معقول، ووصفه بأنه «هدف ضروري ويمكن تحقيقه بسهولة».