رأى الأمين العام ل «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك)، عبد الله البدري في باريس، أن سوق النفط ستبدأ في استعادة توازنها بحلول الربع الثالث من العام الحالي. وبرز أيضاً كلام لرئيس «وكالة الطاقة الدولية» فاتح بيرول، أشار فيه إلى أن انخفاض أسعار النفط قلص الاستثمارات بنحو 40 في المئة على مدار العامين الماضيين، موضحاً أن الانخفاض الأكثر حدة كان في الولاياتالمتحدة وكندا وأميركا اللاتينية وروسيا. وصرّح بيرول لصحافيين في طوكيو قائلاً: «نتوقع خلال العام الحالي أكبر انخفاض في إمدادات النفط خارج أوبك منذ 25 عاماً وهو نحو 700 ألف برميل يومياً، وفي الوقت ذاته يمضي نمو الطلب العالمي بوتيرة محمومة بقيادة الهند والصين وغيرهما من الدول الصاعدة». وقال البدري في قمة للنفط في باريس: «بالدوحة أو بدونها نشهد تحول سوق النفط (...) ربما يصبح الطلب أكبر من العرض ونتوقع أن يتحول السوق تماماً بحلول عام 2017 ويصبح إيجابياً، لا أعلم كم سيبلغ السعر، لا أستطيع أن أخبركم بذلك فعلاً، لكن على الأقل سيكون أفضل مما نشهده الآن». وتوقع تحوّل السوق بحلول الربع الثالث من السنة، وأضاف: «المشكلة الوحيدة هي في هذا الوضع غير المحسوم، إذا نجحنا في حل هذا الوضع ستستقر السوق». وخلال الاجتماع ذاته، قال المستشار النفطي السعودي إبراهيم المهنا، إن تثبيت إنتاج الخام سيكون على جدول أعمال اجتماع «أوبك» المقبل في حزيران (يونيو). وأضاف: «على رغم عدم الاتفاق، فإن باب التعاون في المستقبل مازال مفتوحاً ومن المؤكد إجراء مزيدٍ من النقاش خلال اجتماع أوبك المقبل». في سياق متصل، رجّح نائب وزير الطاقة الروسي كيريل مولودتسوف، طرح مبادرة جديدة لإجراء محادثات لتثبيت إنتاج النفط في غضون أسبوعين. وقال: «في غضون أسبوع أو اثنين ستطرح مبادرة جديدة لإجراء محادثات». واقترح وزير النفط الفنزويلي، إيولوخيو ديل بينو، دعوة منتجي النفط غير الأعضاء في «أوبك» الذين شاركوا في اجتماع الدوحة إلى حضور اجتماع حزيران كمراقبين. وحض على التوصل إلى اتفاق قائلاً: «أتوقع في غياب اتفاق ما، أن تهبط الأسعار من الآن حتى اجتماع أوبك (...) الأمر مختلف أن نجلس إلى الطاولة و «برنت» عند 43 دولاراً للبرميل، عنه عندما يكون أقل من 30 دولاراً». ومن أبوجا، أعلن وزير النفط النيجيري إيمانويل ايبي كاتشيكو، أن نيجيريا ستعقد محادثات مع السعودية وإيران وغيرهما من الدول المنتجة للنفط الشهر المقبل وأنها تأمل في التوصل إلى اتفاق لتثبيت مستوى الإنتاج في الاجتماع المقبل ل «أوبك». وقال في مقابلة مع وكالة «رويترز»: «سأقوم بالكثير من الدبلوماسية المكوكية مع رئيس أوبك لمناقشة سبل إشراك السعوديين والإيرانيين بدرجة أكبر». وأضاف «سنجري الكثير من المشاورات قبل اجتماع فيينا». ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت هناك فرصة للاتفاق على تثبيت مستوى الإنتاج في ذلك الاجتماع، أجاب: «أتمنى أن نصل لذلك». وحذر من أن فشل التوصل إلى اتفاق في فيينا قد يشجع مزيداً من المنتجين على إغراق الأسواق بالنفط. أضاف: «يمكن السعودية التي تنتج حالياً 10.2 مليون برميل نفط يومياً أن ترفع الإنتاج إلى 11.2 مليون برميل. وتنتج روسيا نحو 10.5 مليون برميل يومياً ولديها طاقة إنتاج بنحو 12 مليون برميل، وإذا امتد ذلك للجميع سيكون هناك مزيد من الإمدادات في الأسواق». إلى ذلك، أبلغ رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا مصطفى صنع الله القمة النفطية في باريس، أن باستطاعة بلاده زيادة إنتاجها من الخام بسرعة حالما يعود إليها الاستقرار، مضيفاً أنها في انتظار حكومة الوفاق الوطني التي تحظى بدعم الأممالمتحدة. وقال: «نريد أن نزيد إنتاجنا، وكما قلت فإن الاستقرار هو الخطوة الأولى لاستئناف الإنتاج ونحن بانتظار تشكيل حكومة الوفاق الوطني». وأضاف أن الإنتاج الليبي تقلص إلى نحو 360 ألف برميل يومياً في مقابل 1.5 مليون برميل يومياً في السابق بسبب طول فترة الأزمة. في تداولات السوق، صعدت أسعار النفط بعد هبوطها في وقت سابق، بعدما أعلنت «وكالة الطاقة الدولية» أن العام الحالي سيشهد أكبر انخفاض في إنتاج النفط خارج «أوبك» منذ 25 سنة، ما يساعد في إعادة التوازن إلى السوق التي عانت طويلاً بسبب فائض الإمدادات. وصعد «برنت» في العقود الآجلة إلى 46 دولاراً للبرميل بزيادة 20 سنتاً على الإغلاق السابق. وهبط الخام الأميركي في العقود الآجلة إلى 43.62 دولار للبرميل قبل ارتفاعه إلى 44.37 دولار بزيادة 19 سنتاً على آخر إغلاق. من جهة أخرى، تراجعت عائدات النفط في الجزائر بنحو 40 في المئة في الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من 2015، وفقاً للجمارك الجزائرية. وبلغت الصادرات 5.914 بليون دولار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي في مقابل 9.8 بليون دولار خلال الفترة ذاتها من 2015.