تحفظ مشاركون في ندوة «الخصوصية في وسائل التواصل الاجتماعي»، البارحة الأولى، ضمن فعاليات «سوق عكاظ» بالخيمة الثقافية، على العزوف الكبير عن حضور الندوة وانحصار عدد الحاضرين في عدد أصابع اليدين، وانقسمت أوراق المشاركين ما بين محذر من مخاطر إهمال الخصوصية في استخدام التكنولوجيا، سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو في الألعاب الإلكترونية التي يقبل عليها الأطفال والمراهقون، ومقلل من أهمية التشدد فيها، وأن لا خصوصية في زمن الفضاء الإلكتروني المفتوح. وقال عضو مجلس الشورى الدكتور عوض الأسمري، في ورقته: «إن أنظمة المملكة تفرد نصوصا عن خصوصية الأفراد، وأن الواجب يحتم علينا قراءة هذه القوانين والاطلاع عليها لحماية خصوصياتنا». وكشف عن بدء مجلس الشورى بإدخال تعديلات على نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بما يتواكب مع التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم، ويدرس مشروع نظام لمراقبة الألعاب الإلكترونية، الذي ينص على عدم منح أي لعبة إلكترونية الفسح المطلوب قبل استعراض محتواها من قبل المتخصصين، وأنه يجوز للجهات المختصة إغلاق المنشأة أو الموقع في حال عدم التزامه بالشروط التي وضعها النظام الذي يعاقب بحبس من يقوم بتداول الألعاب الإلكترونية غير المصرح لها بالتداول. أما عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد الدكتور عبدالرحمن المحسني، فقال في ورقته «الخصوصية ومأزق البحث العلمي»: «إن أفضل مواجهة لتحدي الخصوصية هي اللاخصوصية، وأن الخصوصية سقطت في زمن التقنية وتحول العالم إلى قرية مفتوحة أتاحت المعلومات الشخصية لمواقع التواصل الاجتماعي مقابل الخدمات التي تقدمها». وأكد أن المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي لا يقرأون شروط الخصوصية التي تضعها مواقع التواصل الاجتماعي لتنبيه مستخدميها بما يتطلبه الاشتراك فيها، وإن قرأوها فلا يهتمون بمضامينها، لأنهم سيشتركون في تلك المواقع بكل الأحوال، داعيا إلى أن ننظر إلى الجانب الإيجابي لهذه التقنية. ورأى الدكتور المحسني أن مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي أمام خيارين، فإما أن يبتعدوا عن العالم، وهو خيار صعب، أو أن نؤمن بأن لا خصوصية معرفية في العالم. وأكد عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف الدكتور جاهد العمري في ورقته «وسائل التواصل الاجتماعي وإشكالية الخصوصية»، أن أهمية الخصوصية تكمن في أنها تحقق الاستقلالية والكرامة للفرد وعدم الخوف من مراقبة الآخرين، موضحاً أن هناك أربعة حقوق للخصوصية تندرج في إطاري الحماية ضد التطفل الخارجي وحق التحفظ. ورأى الكاتب الصحفي الدكتور فارس الهمزاني في ورقته «الأبواب الخلفية والمخفية في وسائل التواصل الاجتماعي»، أن الخصوصية تعتمد على الأخلاق والقيم، ومؤكدا أنها في أوساط المواطنين متدنية جدا. وأوضح أن المملكة تصدرت دول العالم في العام 2013 في استخدام موقع «تويتر» بواقع خمسة ملايين شخص غالبيتهم لا يدركون أهمية حماية الخصوصية، كما لا يدركون خطورة وقيمة المعلومات التي يضعونها على مواقع التواصل الاجتماعي. لافتا إلى بيع المعلومات للمهتمين بلغت ذروتها في السنوات الأخيرة ووصلت إيراداتها للمليارات، وأن معلومات الفرد الواحد في العام 2010 فقط بيعت بسبعة دولارات. وأشار إلى أن الأطفال والمراهقين يتعرضون لابتزاز سيئ، وأن هناك من يستخدم معلوماتهم استخداما سيئاً، وأنهم حين يتعرضون للابتزاز يتجهون إلى إيجاد مساعدة من خارج الإطار الأسري وهذا ما قد يفاقم من المشكلة، مطالبا أن تقوم الدول العربية بعقد اتفاقات تهدف لحماية المواطن العربي من الجرائم المعلوماتية.