عزز انهيار نظام بشار الأسد -في كلية المدفعية والراموسة في ريف حلب ونجاح المعارضة في كسر الحصار على المدينة- الثقة بقدرة المعارضة السورية على خوض حرب استنزاف في كل المدينة، لبسط السيطرة الكاملة على ثاني أكبر محافظة في سورية والقريبة من تركيا. وحسب معلومات حصلت عليها «عكاظ»، فإن فصائل المعارضة في مشاورات عسكرية عاصفة من أجل حسم مسألة الاستمرار في معركة حلب من أجل السيطرة الكاملة، بعد انهيار النظام في المناطق التي كان يسيطر عليها، سيما بعد ربط الأحياء الغربية بالشرقية من خلال ممر عسكري. وتتخوف فصائل المعارضة من رد فعل مباغت من النظام وروسيا والميليشيات الطائفية، خصوصا إذا قرر الروس تغطية المعارك بالطيران، الأمر الذي يدفع المعارضة للتريث حيال خطة السيطرة الكاملة على المدينة. من جهة ثانية، أكدت مصادر مقربة من حزب الله اللبناني مصرع قيادي بارز في صفوف ميليشياته المقاتلة في سورية، خلال معاركها بجانب قوات النظام جنوبي مدينة حلب، كما اعترفت بمقتل لبناني آخر يقاتل في سورية. وذكرت صحيفة «عربي برس» المحسوبة على حزب الله في لبنان إن القيادي حسن محمود عيسى الملقب ب «أبي عيسى»، لقي مصرعه (السبت)، دون إشارة إلى مكان مقتله، في حين أكد مقربون من الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي أن عيسى، الذي ينحدر من بلدة حداثا الجنوبية في لبنان، لقي مصرعه في حلب. كما نعت البلدة الجنوبية ذاتها (حداثا) أحد أبنائها، ويدعى أحمد علي دبوق الملقب ب (كيان) ولقي مصرعه هو الآخر في ذات المعارك جنوبي حلب. وبعد ساعات من فك الحصار، أفاد ناشطون سوريون في الأحياء الشرقية أن أول شاحنة خضار دخلت للمرة الأولى منذ شهر إلى الأحياء الشرقية مرورا بحي الراموسة، بينما كانت هذه المناطق محرومة من المواد الغذائية بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الأسد. وشهدت المناطق الواقعة في جنوب غربي حلب أمس (الأحد) اشتباكات متقطعة رافقتها غارات جوية لكن بدرجة أقل مما كانت عليه في السابق. وذلك غداة خسارة قوات نظام الأسد مواقع مهمة في المدينة تضم كليات عسكرية. وأظهر شريط فيديو إجلاء المقاتلين لمجموعة من المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال، كانوا موجودين في منطقة الدباغات. بينما أفاد مصدر مطلع عن إدخال مقاتلي المعارضة سبع شاحنات خضار وفاكهة إلى الأحياء الشرقية عن طريق الراموسة. إلا أن المدنيين لم يتمكنوا بعد من المرور عبر هذا الطريق لخطورته.