وصف الناقد حسين بافقيه بعض النقاد ب «المهووسين بالرياضيات والتخطيط والمنحنيات في النقد الأدبي»، مبيّناً أنه «رغم صعوبته إلا أنه استهوانا». وأكد بافقيه أن فتنة الانشغال بالبنيوية أخرجت مجلة العرب التي كان يرأس تحريرها علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر المعنية بالأنساب إلى نشر ثلاث مقالات لكبار الكتاب والباحثين عن البنيوية وجدل الخطيئة والتكفير للناقد الدكتور عبدالله الغذامي. جاء ذلك في محاضرة بعنوان «فتنة القول بالبنيوية» قدمها في «أدبي أبها» وأدارها أيمن القبيسي. وحين قرأ بافقيه كتاب «تشريح النص» للغذامي ذكر أنه «لفت نظره في طوله وعرضه وأنه لا علاقة له بالتفكيك ولا التقويض»، ولم يخف بافقيه أن سطوة الحداثة جعلت الجميع يتحدثون عن مفردات في النقد، وأولعنا بالتعالق النصي والعتبات، وأصبح استعمالها يستخدم في كل المناسبات. وعن أغرب المصادفات ذكر بافقيه أن جامعة الإمام أيام صراع الحداثة والتقليد كانت تمنع وجود اسم أدونيس في دراسة أو رسالة، فإذا دحرت الحداثة كانت الجامعة ذاتها تتفوق على جامعة الملك سعود في الأطاريح الحداثية، وعلل ذلك بافقيه بسطوة المناهح الحديثة. وذكر بافقيه أن صدور كتاب الغذامي «الخطيئة والتكفير» كان حدثا مهما في المملكة برغم صعوبة الكتاب، إذ شغل الغذامي الناس ليس لجديد ما يطرح ولكن لشخصيته المثيرة للجدل. وألمح بافقيه إلى أن الأيام كانت تمضي وإذا بنا نستعمل المصطلح، من يعرف ومن لا يعرف. وكان بافقيه قد استهل محاضرته بالقول إن البنيوية أشبعت بحثا في الكتب والمجلات المتخصصة، ولم تكن لتشغله لولا اهتمامه بكتابة نثار عن مشهد النقد الحداثي في المملكة، مشيراً إلى أن محاضرته لن تتضمن حكما، فقد قيمت البنيوية وحكم عليها في مكان نشأتها.