فيما تشير المؤشرات الفنية إلى وصول سعر النفط إلى مستوى 37 دولارا للبرميل كمنطقة دعم خلال شهر أغسطس الجاري، كشفت وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية توقعات بوصول الأسعار العالمية في المتوسط إلى 57 دولارا في عام 2017. وكانت أسعار النفط قد انخفضت بما يزيد على الخمس في أقل من شهرين في ظل وجود فائض من البنزين وفشل إزالة الإفراط من إمدادات النفط، كما أتت هوامش التكرير على أرباح الشركات، إلا أن الوكالة ترى أن التقدم سيكون بطيئا إذ إن وفرة الخام ستستغرق وقتاً، كما أن إعادة التوازن لن تحدث بسبب العجز المستدام حتى الربع الثاني من عام 2017. بدوره، أكد المستشار المالي محمد الشميمري أن أسعار النفط مازالت تتعرض لضغوط في ظل استمرار تخمة المعروض في الأسواق، دليل ذلك استمرار هبوط الأسعار وتأثرها السلبي. في حين كسر برنت منطقة دعم مهمة متمثلة بسعر 46 دولارا، ما أعطى إشارة إلى استهداف منطقة ال40 دولارا، إذ يتداول الآن بالقرب من 42.5 دولار. وأضاف: في حال كسر منطقة 40 دولارا سيعمق خسائر النفط من الناحية الفنية، وسيستهدف في ما بعد منطقة ال37 دولارا، في حين أن المعطيات الأساسية مازالت سلبية وتضغط على النفط بعد توقع خبراء استقرار الأسعار في النصف الثاني من 2016 الذي لم يحصل على أرض الواقع، بينما لم تحدث هذه التخمة في السنوات السابقة، قبل دخول إيران كدولة منتجة، ما أدى إلى ضغوط على أسعار النفط في الوقت الحالي، وتكبدت شركات النفط العالمية خسائر بسبب تراجع النفط وأيضا تأثرت ميزانيات الحكومات الدول المصدرة للنفط وعلى رأسها السعودية ودول الخليج. كما توقع أن يتحرك مسار النفط خلال شهر أغسطس القادم بمدى أدناه منطقة 40 دولاراً للبرميل، وأعلاه منطقة 46 دولاراً، وقد يكون هناك ارتداد لاختبار الدعم السابق الذي أصبح مقاومة حالية لمنطقة 46 دولارا، فيما سجل نايمكس الأمريكي بعد كسر 40 دولارا منطقة 39. ومن المتوقع أن يتراوح مسار نايمكس بين 37-42 دولارا في شهر أغسطس القادم. في السياق ذاته، ارتفعت أسعار النفط الخام أمس (الثلاثاء) متعافية من خسائر وصلت إلى 10% خلال أسبوع، ولكن القلق لايزال ينتاب المستثمرين بشأن تأثر الأسعار بتخمة المعروض. وبحلول الساعة 1031 بتوقيت غرينتش، ارتفع مزيج برنت الخام 49 سنتا إلى 42.63 دولار للبرميل. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 38 سنتا إلى 40.44 دولار بعد أن نزل لفترة وجيزة دون 40 دولارا. وقال محللون إن زيادة مستويات إنتاح الخام والمنتجات ستظل تضغط على السوق، ولذلك من المرجح أن تخفض المصافي طلبيات لقيم الخام الجديدة ما يؤثر على الطلب على النفط. من ناحية ثانية، ارتفع إنتاج روسيا النفطي قليلا في يوليو الماضي إلى 10.85 مليون برميل يوميا، بفضل نمو إنتاج عدد من أكبر الشركات المنتجة في البلاد. وضخت روسيا- أكبر منتج للنفط في العالم وثاني أكبر مصدر في العالم بعد السعودية- 10.84 مليون برميل يوميا في يونيو، فيما بلغ إنتاج السعودية 10.50 مليون برميل يوميا خلال الشهر الماضي بحسب «رويترز». كما أظهرت بيانات أن إنتاج الغاز اليومي بلغ 1.433 مليار متر مكعب بزيادة نحو 2% عن يونيو الماضي، فيما صرح وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك في وقت سابق أن روسيا تعتزم إنتاج ما بين 10.85 و10.89 مليون برميل يوميا ونفس الكميات العام القادم. وفي سياق متصل توقعت وزارة النفط العراقية مضاعفة إنتاج حقل حلفاية الجنوبي إلى مثليه ليصل بذلك إلى طاقته القصوى البالغة 400 ألف برميل يوميا في عام 2018، إذ أكد رئيس شركة نفط ميسان الحكومية عدنان نوشي أن الحكومة وافقت على خطط شركة بتروتشاينا لبدء المرحلة الثالثة من تطوير الحقل الذي ينتج حاليا نحو 200 ألف برميل يوميا.