لم تتبق سوى بضعة أيام على المهلة الممنوحة لأتباع المخلوع صالح والحوثيين للتوقيع على مشروع الاتفاق الأممي، لتستأنف مشاورات الأطراف اليمنية حول تفاصيل الحل الذي اقترحه مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ، ووافق عليه الوفد الحكومي حقناً للدماء. وفي الواقع يلعب المخلوع بالنار اعتقاداً منه بأن في مغامراته عودة للأضواء التي انحسرت عنه بعد أن تظاهر الملايين في شوارع العاصمة صنعاء مطالبين بخلعه من السلطة التي تشبث فيها 33 عاماً. وفي سبيل تحقيق أهدافه المشبوهة تحالف مع الحوثيين الذين لم يعد لهم هدف سوى تحقيق المشروع الفارسي في المنطقة. ولذلك يراوغ الطرفان لوضع العراقيل أمام المشاورات الجارية في الكويت برعاية 18 دولة. ويقف وراء تلك المراوغات نظام طهران الذي يلعب بالنار خلف الكواليس إشعالاً لنار الفتنة العبثية التي دفع ولا يزال يدفع الشعب اليمني ثمنها غالياً. وفي المقابل تمد الشرعية اليمنية حبال الصبر حرصاً منها على إحلال السلام الدائم والعادل الذي يتطلع إليه الشعب اليمني، والذي لن يتحقق إلا من خلال تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وانسحاب ميليشيات الانقلابيين وتسليم السلاح الذي نهبوه من معسكرات الجيش.