لا يكاد هاتف عمدة تاروت عبدالحليم كيدار يكف عن الرنين، إذ يتلقى يوميا سيلا من الاتصالات من مسؤولين ومواطنين وطلاب خارج المملكة، عقب تعرضه لمحاولة تصفية من قبل مجهولين استهدفوه ب17 رصاصة، وجرى نقله لمستشفى قوى الأمن للعلاج. وأكد كيدار أنه أجريت له عملية لاستخراج الرصاصة من الجهة اليمني للصدر من قبل فريق طبي متكامل بعد تعرضه لإطلاق نار كثيف السبت الماضي من قبل أربعة جناة بالقرب من منزله في حي الدشة بتاروت. وأوضح ل «عكاظ» أن الفريق الطبي لم يحدد حتى الآن موعد مغادرته المستشفى، لافتا إلى أن العملية الجراحية التي أجريت له تمت فور وصوله للمستشفى، موضحا في الوقت نفسه أن الفريق الطبي لم يقرر مسألة انتزاع الشظايا التي انتشرت في جسمه، لاسيما في إحدى يديه، وأن الرصاصة التي استقرت في الجهة اليمني للصدر نتج عنها كسر في أحد الأضلاع. وأشار إلى أنه تلقى اتصالا من أمير منطقة نجران الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد للاطمئنان على صحته، كما تلقى سيلا من الاتصالات من مختلف مناطق المملكة ومن مسؤولي الدوائر الرسمية، فضلا عن اتصالات العديد من طلاب خارج المملكة مثل أمريكا وبريطانيا وغيرها. من جهته، عبر آل كيدار عن خالص شكره وتقديره للبادرة الأبوية من أمير نجران، وذكر أن الدفاع عن الوطن واجب على كل مواطن، مشددا على ضرورة محاربة الإرهاب والإجرام بكافة أشكاله، لافتا إلى أن التهديد بالقتل لن يجد نفعا، وأن الوطن غال يستحق التضحية من أجله بالمال والنفس، معتبرا العملية الإجرامية التي تعرض لها وسام شرف، وأن جهود رجال الأمن بارزة في مكافحة الجريمة وترويع الآمنين، ونؤمن بدور رجال الأمن الذين يحفظون أمن المواطنين. وكان محافظ القطيف خالد بن عبدالعزيز الصفيان زار أمس الأول (الأحد) عمدة جزيرة تاروت في مستشفى قوى. بدوره اطمأن الشيخ عمر المطيري كاتب عدل بالقطيف يرافقه الشيخ عبدالله العثمان على صحة عمدة تاروت خلال زيارته. من جانب آخر، استنكر وجهاء بمحافظة القطيف العملية الإجرامية التي استهدفت عمدة جزيرة تاروت، مؤكدين أن الإجرام مسلك مصيره الزوال والاندثار، خصوصا أنه يتنافى مع الأخلاق الإسلامية التي حضت على حفظ النفس وعدم التعدي على البشر، مضيفين أن الأجهزة الأمنية قادرة على الوصول إلى الجناة، كما أثبتت في جميع الأحداث الإجرامية. وأوضح قاضي الأوقاف والمواريث بمحافظة القطيف الشيخ محمد الجيراني، منذ أن عرفت الكيدار وهو بسيط في تصرفاته طيب القلب عفوي الطباع صاحب نصيحة ومنطق متحدث لبق يحسن إدارة الحديث قوي الحجة وصادق في حبه لوطنه ومخلص له ولقيادة البلاد، مشيرا إلى أن عمدة تاروت محارب بقلمه ولسانه كل الإرهابيين باختلاف توجهاتهم دفاعاً عن وطنه وأمته لا يخشى في الله لومة لائم. وقال المهندس نبيه البراهيم إن إزهاق الأرواح بدون وجه حق جريمة كبرى، معتبرا أن استخدام السلاح أمر مرفوض جملة وتفصيلا، فما بالك بإشهار السلاح في وجه الآخرين بقصد القتل. يذكر أن محافظة القطيف شهدت خلال الفترات الماضية حوادث اعتداء ليس على رجال الأمن فحسب، بل امتدت لتطاول موظفين مقاولين يتولون تنفيذ مشاريع تنموية في البلدة، إذ شهدت مقتل 10 مواطنين، ومقيم «بنغالي»، في حين أُصيب 40 مواطناً بينهم خمس نساء، وستة مقيمين من جنسيات عربية وآسيوية، وذلك خلال الأعوام الأربعة الماضية. يشار إلى أن عمدة تاروت سبق أن تعرض لإحراق سيارته مرتين، ورمي مركبته بالحجارة وإتلافها أثناء محاولته نصيحة المغرر بهم، فضلا عن نشر الأخبار الكاذبة عبر وسائل التواصل عن اغتياله، إضافة إلى تهديده المستمر عبر الرسائل المرسلة إلى جواله وتعرض أحد أبنائه لمحاولة اغتيال بإطلاق النار عليه وإصابته في سيهات.