دعي مسلمو فرنسا للمشاركة أمس (الأحد) في قداديس تجرى في جميع أنحاء البلاد، بعد خمسة أيام على قتل كاهن بأيدي إرهابيين داخل كنيسته في سانت إتيان دو روفريه قرب روان. وعلى الصعيد السياسي كتب رئيس الوزراء إيمانويل فالس في مقالة نشرتها صحيفة «لو جورنال دو ديمانش»، «يجب مراجعة بعض القوانين لتجفيف التمويل الخارجي «للهيئات الإسلامية» و «في المقابل زيادة إمكانات جمع أموال» في فرنسا. وكان فالس شدد في مقابلة سابقة أجرتها معه صحيفة «لوموند» على ضرورة «إعداد الأئمة في فرنسا وليس في مكان آخر». وتتواصل التحقيقات منذ الاعتداء الذي نفذه عادل كرميش وعبد الملك بوتي جان وكلاهما في ال19 من العمر، وتبناه تنظيم داعش. وقتل المهاجمان برصاص قوات الأمن بعد قليل على الجريمة. وأقيمت أمس صلوات شارك فيها مسيحيون ومسلمون في عدد من المدن، فيما لا تزال فرنسا تحت وطأة الصدمة، إثر قتل الأب جاك هاميل ذبحا (الثلاثاء)، أثناء إقامته قداسا في كنيسته. وفي كنيسة بلدة سانت إتيان دو روفري، تجمع كاثوليك ومسلمون أمام صورة للكاهن محاطة بباقات أزهار، للاستماع إلى كلمة ألقاها كاهن وشدد فيها على أن «الأخوة لا تزال قائمة بين الديانتين». وفي بوردو شارك نحو 400 شخص من مسلمين ومسيحيين في قداس مساء (السبت) ودعا الكاهن الحضور إلى «الخشوع مهما كانت دياناتهم وقناعاتهم». وقال إمام مسجد بوردو، طارق أوبرو للصحافة «إنها لحظة مهمة يتحتم فيها على جميع الديانات أن تجتمع لمواجهة هذا الجنون الذي طاول بالأمس اليهود ويطاول اليوم الكاثوليك وسيطاول غدا ربما المسلمين، إرهاب أعمى، عدمي ومدمر، هدفه زرع الشقاق». وتركز التحقيقات على كشف البيئة التي كان يتحرك في إطارها منفذا الاعتداء عبد المالك بوتي جان وعادل كرميش. وكانت أجهزة الاستخبارات رصدت كلا منهما على حدة بدون أن تكشف استعدادهما لتنفيذ الاعتداء. ووجهت التهمة (الجمعة) إلى شاب في ال19 من العمر مدرج لدى أجهزة الأمن على قوائم المتطرفين وأوقف في 25 تموز/يوليو، في إطار تحقيقات في قضية مختلفة، وقد عثر على هاتف في منزله على فيديو لعبد المالك بوتي جان يظهر فيه وهو يبايع تنظيم داعش ويتكلم عن «عمل عنف». كذلك يجري تحقيق تم في سياقه توقيف فرنسي في العشرين من العمر توجه إلى تركيا مطلع يونيو مع بوتي جان في محاولة لدخول سورية قبل أن يتم طردهما إلى فرنسا.