تفرض القطاعات العسكرية سيطرتها التامة على طول الحدود السعودية مع اليمن، والتي يصل طولها إلى أكثر من 1700 كم، وسط تنسيق متقن أسهم في دحر الحوثيين وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، وتكبيدهم خسائر بشرية ومادية، وتلقينهم دروسا أجبرتهم على التفكير بعدم العودة إلى تهديد أمن الحدود السعودية. ويأتي قطاع حرس الحدود الذي استشهد خمسة من أبطاله وسالت دماؤهم الزكية في قطاع خباش من بين القطاعات العسكرية، المرابطة على الحدود، للمساهمة في حماية أمن الوطن والمواطن، حيث يواصل ضباط وأفراد هذا القطاع عملهم ليل نهار ويسطرون أروع البطولات، وهم يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل صون الأراضي السعودية من عبث الانقلابيين اليمنيين، الذين باعوا وطنهم رخيصا للنظام الإيراني، ويسعون بائسين إلى زعزعة أمن واستقرار السعودية. التسابق لنيل الشهادة يقول قائد أحد قطاعات حرس الحدود بمنطقة نجران «إن العدو يجهل صلابة رجل الأمن السعودي، عندما يتعلق الأمر بحماية أرضه وسلامة شعبه» . ويؤكد أحد الجنود المرابطين: «ننتظر لحظات المواجهة مع المتمردين، فليست أرواحنا بأغلى من وطننا» . ويضيف آخر: «العدو لا يصدق أن أسر الشهداء ينعمون بحياة معيشية أفضل ممن ما زال عائلهم على قيد الحياة، فكيف لا نضحي من أجل وطن يكرم أبناءه أحياء وأمواتا». ولن تنسى جبال الجنوب ذلك الجندي (قصير القامة)، الذي يقضي ليليا أكثر من ثمان ساعات في «حفرة» لاتتجاوز مساحتها مترا واحدا مربعا، يعتبرها كمينا يواجه من خلالها كل من يريد العبث بأمن الوطن، لايخاف من لدغة عقرب أو ثعبان، ولا يخشى على حياته من مواجهة جماعات مسلحة. يقول أحد قادة حرس الحدود: «إن الجندي البطل يرفض العمل المكتبي أو الميداني، ويصر على أن يبقى لأداء واجبه ضمن فريق الكمائن الليلية من خلال هذه الحفرة». الدماء الزكية في «تنصاب» ولم تقف الحدود الصحراوية الشاسعة والمفتوحة حائلا دون فرض رجال حرس الحدود سيطرتهم عليها، بفضل استخدام التقنيات الحديثة والمصدات الخرسانية والخنادق الأرضية، وقبل كل ذلك بعزيمتهم التي لا تنكسر أمام أي عدو، لأنهم يؤمنون بعدالة قضيتهم، وحقهم في حماية تراب الوطن، ولعل قطاع خباش الذي استشهد خمسة من أبطاله قبل أيام، يذكرنا بالمواقف البطولية التي لا تنسى لرجال حرس الحدود، حيث سبق الشهداء الخمسة، استشهاد أبطال على رمال خباش والوديعة والمعاطيف وسقام، وهم يدافعون عن وطنهم ويحمون مواطنيهم، بعد مواجهات مع إرهابيين ضالين لا هدف لهم إلا العبث بمقدرات الوطن، ومهربين يسعون لبث سمومهم بين شبابنا لتدميرهم والقضاء على مستقبلهم. هذه الملاحم البطولية تذكرنا بالكيفية التي استطاع من خلالها الأبطال القبض على المعتدين وتقديمهم للعدالة في غضون ساعات محدودة، ومن هؤلاء الرجال البواسل من لقي ربه شهيدا، وفيها من أصيب وعاد بكل فخر إلى ميدان الشرف. ساحات لإهانة الأعداء وتجمع مسؤوليات قطاع خباش بين الجبال في تنصاب من الجهة الغربية والتي سالت عليها دماء الشهداء الخمسة، ونفوذ الربع الخالي من الجهة الشرقية، تتم مراقبتها من خلال أبراج في مجمع تنصاب والكاميرات الحرارية والدوريات السرية، أضيفت إليها مشاريع أخرى تتمثل في القارديل والمصدات الخرسانية لتأمين الحدود، وصد كل من تسول له نفسه الاعتداء أو محاولة الدخول للأراضي السعودية. وهنا يقول أحد ضباط قطاع خباش: «الأرض المنبسطة ستتحول إلى ساحة يهان فيها كل معتد». «عكاظ» سبق أن زارت قطاع حرس الحدود في خباش، ورصدت المشاريع الحديثة المتمثلة في حاجز «القارديل» الذي يجري استكماله على طول الحدود مع اليمن ثم إلى سلطنة عمان، والصبات الخرسانية التي زرعت في الصحراء. ويعتبرها أحد الضباط «شوكة في خاصرة المعتدين والحاقدين، ومن لا تروق لهم نعمة الأمن والأمان والاستقرار الذي تعيشه المملكة»، وقال: «إن أفراد حرس الحدود حولوا التضاريس الجبلية إلى مصائد للحوثيين وقوات المخلوع».