يفرض رجال حرس الحدود سيطرتهم التامة على الحدود الصحراوية مع اليمن برغم المساحات الشاسعة والمفتوحة، وذلك باستخدام التقنيات الحديثة والمصدات الخرسانية والخنادق الأرضية، وقبل كل ذلك بعزيمة الرجال التي لا تلين، يؤدون واجباتهم ليل نهار بكل إخلاص، وفق خطط متغيرة تتناسب مع مجريات ومتطلبات الوضع على الطبيعة، وعلى ضوء ما يردهم من معلومات خاصة ومن مصادر موثقة كثيرة. انتصارات كاسحة في طريقي إلى قطاع خباش، تذكرت مواقف بطولية لرجال حرس الحدود، لا يمكن بل من المستحيل نسيانها، كانت المسافة كفيلة بأن تستعرض مخيلتي رجالا سالت دماؤهم على رمال خباش والوديعة والمعاطيف وسقام، وهم يدافعون عن وطنهم ويحمون مواطنيهم، وتذكرت تلك الملحمة لهؤلاء الرجال وهم يواجهون إرهابيين ضالين لا هدف لهم إلا العبث بمقدرات الوطن، ومهربين لا هم لهم إلا بث سمومهم في اوساط شبابنا لتدميرهم والقضاء على مستقبلهم، تذكرت كيف استطاع الأبطال القبض عليهم وتقديمهم للعدالة في غضون ساعات محدودة، من الرجال البواسل من قضى نحبه ولاقى ربه بطلا شهيدا، وفيها من أصيب وعاد بكل فخر إلى ميدان الشرف. مواقف وملاحم بطولية عندما يأتي الحديث عن هذه المواقف، ومن خلال لقاءاتي مع قيادات وأفراد في حرس الحدود، تأتي الإجابة «إنها دافع لمزيد من المواجهات مع الضالين والمهربين وضد كل من يريد العبث بأمن الحدود وتنفيذ مخططاتهم أو تمرير مهرباتهم»، هذه الإجابات لم تأت من باب الحديث العابر، وإنما بعلم الجميع أفعال على أرض الواقع يسطرها بكل فخر رجال شاهدتهم في الميدان، شيبا وشبابا يتسابقون عبر دورياتهم المتحركة والراجلة وهم يضعون أرواحهم على أكفهم في مشهد يدعو للاعتزاز. القارديل والبايب وأنا أتجول مع قائد قطاع خباش العقيد عوض القحطاني، واستمع منه إلى شرح مفصل عن مهام ومسؤوليات الضباط والأفراد والمشاريع والإجراءات الاحترازية لمواجهة أي اعتداءات حوثية، أيقنت أن اعتقاد من يذهبون إلى أن صحراء الربع الخالي الشاسعة بكثبانها الرملية الوعرة، ستكون ممرا آمنا وسهلا للدخول إلى الأراضي السعودية إنما هو وهم، وأن مخططاتهم في تحقيق أطماعهم على حساب وطن ومواطن، ستتحطم على أيدي رجال حرس الحدود الذين يعملون وفق خطط متقنة، وآليات لا يمكن اختراقها، يدعمهم في ذلك الدوريات السرية، وكاميرات المراقبة الحرارية، والموانع الأمنية (القارديل والبايب)، والصبات الخرسانية، والعقوم الترابية. طبيعة الاداء في الصحراء العقيد القحطاني يقول إن مسؤوليات قطاع حرس الحدود في خباش تجمع بين الجبال في تنصاب من الجهة الغربية، ونفوذ الربع الخالي من الجهة الشرقية، والحدود تراقب من خلال أبراج في مجمع تنصاب والكاميرات الحرارية والدوريات السرية، مشيرا إلى أن المشاريع التي أنجزت وما يجري تنفيذه كفيلة بتأمين الحدود وصد كل من تسول له نفسه الاعتداء أو محاولة الدخول لأراضي المملكة، وأكد بأن الصحراء وبحكم طبيعة أرضها المنبسطة ستتحول إلى ساحة يهان فيها كل معتد. العقيد القحطاني اضاف أن قطاع خباش مؤمن تماما حيث يعمل على خطين أحدهما أمامي والآخر خلفي، تشرف على تأمينهما أكثر من 40 دورية، بالإضافة إلى برجي مراقبة في مجمع تنصاب، والدوريات السرية والكاميرات الحرارية الليلية، مبينا أن الضباط والأفراد يعملون ليل نهار لتأمين الحدود، يعتمدون على خبراتهم من طبيعة عملهم. في عمق الربع الخالي رافقنا العقيد القحطاني وعدد من الضباط والأفراد، في جولة ميدانية غصنا خلالها في صحراء الربع الخالي، ووقفنا على الموانع الحديدية «القارديل»، التي ستستكمل إلى شرورة ومن ثم إلى الحدود السعودية مع اليمن وسلطنة عمان، إضافة إلى الصبات الخرسانية التي صممت لكي تزرع في الصحراء التي أصبحت مشاهدة في أماكن كثيرة على طول الحدود السعودية اليمنية المحاذية لمسؤوليات المنطقة، وقال القحطاني أثناء الجولة إن هذه المشاريع العملاقة ما هي إلا شوكة تزرع في خاصرة المعتدين والحاقدين، ومن لا تروق لهم نعمة الأمن والأمان والاستقرار الذي تعيشه المملكة، مشيرا إلى أن القارديل يأتي مساندا ويعمل وفق منظومة أمنية دقيقة جدا، تعتمد أولا على تضحيات رجال حرس الحدود في الميدان، والذين ثبت إخلاصهم وتفانيهم في أداء واجباتهم، وكذلك الكاميرات الحرارية الثابتة والمتحركة، والخنادق والعقوم، إضافة للصبات الخرسانية التي صممت لصد سيارات المعتدين والمتسللين وبعض الهاربين من وجه العدالة أو المطلوبين في قضايا جنائية، مبينا أن الاعتماد على الخنادق يتم عادة في الخط الأمامي من الحدود، والجهات المفتوحة أو المكشوفة في الصحراء. أوضاع هادئة ومستقرة عدد من ضباط وأفراد قطاع خباش في منطقة نجران اكدوا أن الأوضاع هادئة ومستقرة، وانهم على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تحركات حوثية لردعهم عناصرها، وكل من يسعى إلى الإضرار بأمن المملكة، واشاروا إلى أن ما يدفعهم لمواجهة الجماعة الانقلابية والمتمردة على شرعية الدولة اليمنية، هو أن أعمالهم العدائية للمملكة باتت مكشوفة، خاصة بعد أن نكلوا بشعبهم وقدموا وطنهم رخيصا لقوى خارجية، وعبروا عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حفظهم الله، على ما يولونه من دعم ورعاية لأبنائهم في مختلف القطاعات العسكرية، لمساعدتهم على أداء واجبهم الوطني، والوقوف في وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن وسلامة المواطن.