استحوذت الدبلوماسية السعودية على المشهد الدولي في الآونة الأخيرة، بعد الحراك الحيوي في ملفات عديدة، كان أبرزها اعتراف الإدارة الأمريكية، أن المملكة بريئة من التهم الملفقة حولها حول أحداث 11 سبتمبر، ليُطوى هذا الملف للأبد إلى غير رجعة، فضلا عن دور السعودية في الملفات الإقليمية وعلى رأسها الملف السوري. وكشفت مجلة بوليتيكو الأمريكية في ملف صحفي بمناسبة على مرور سنة على توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب، بحضور وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في بلجيكا، أن رسالة الجبير إلى الاتحاد الأوروبي كانت واضحة وهي: لا تتجاهلوا الدور السعودي في أي محادثات لاحقة في شأن مستقبل سورية، في ظل الدعم الإيراني للنظام السوري وتشجيعه على القتل. وأكد عدد من الصحفيين الأوروبيين في رصد موسع للمجلة أن السعودية كسبت احترام وتقدير كل شعوب الأوروبية بعد أحداث الشرق الأوسط الأخيرة، فيما تكشف الدلائل - وفق «المجلة»- تورط طهران في الأعمال الإرهابية ودعمها لتنظيم القاعدة وداعش بعد أن كشفت المعارضة السورية عن علاقة إيران بتنظيم داعش والقاعدة، إذ وجد جواز سفر «أبو حفص المصري» أحد قادة داعش في منطقة «جرابلس»، وذكر أن جواز السفر يحتوي عدة تأشيرات دخول وخروج لإيران، بالإضافة لجوازات سفر للعديد من مسلحي «داعش» الذين وقعوا في الأسر، تحمل تأشيرات إيرانية. وينوه الصحفيون الأوروبيون بالدبلوماسية السعودية التي نجحت على مدار الأشهر الماضية في العواصم الأوروبية بتعزيز السلام العالمي، الذي يعد هدفا من أهداف سياستها الخارجية، فهي تدعو باستمرار إلى أسس أكثر شفافية للعدالة في التعامل بين الدول في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها باعتبارها السبيل الوحيد إلى الازدهار والرخاء والاستقرار في العالم. ويقول قائد مشاة البحرية الأمريكية السابق الجنرال جيمس كونواي: «السعودية دولة متوازنة لم تتدخل في شؤون الغير وهي صديقة في محاربة الإرهاب من سنوات طويلة» وأضاف: «تتدخل إيران باستمرار في العراق وسورية، وتوفر القوات للقتال في الحروب الأهلية ضد المدنيين، وتدعم جماعات إرهابية مثل: حزب الله». فيما يشير الخبير والمستشار بروس ريدل، الذي يشغل منصب مستشار شؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إلى أن الولاياتالمتحدة والسعودية بلدان بحاجة إلى بعضهما في محاربة تنظيم الدولة والقاعدة وهما دولتان تعانيان من الاستهداف. ودعا ريدل البلدين نحو تعزيز التعاون لمكافحة تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب وأضاف : «تستطيع واشنطن والرياض أيضا التعاون للحد من الأنشطة الإيرانية التخريبية، خصوصا في الخليج، إذ تزداد خطورة أن تكثف إيران أنشطتها التخريبية».