اجتاحت الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة المصحوبة بزوابع رعدية التي شهدتها منطقة جازان عصر أمس، عددا من الأحياء والقرى والهجر في محافظة الداير بني مالك لتقطع التيار الكهربائي عن بعض القرى والهجر لساعات، فيما تعرضت شبكات الاتصالات للأعطال بصفة تامة وتسببت في سقوط اللوحات الإرشادية على الطرقات فضلا عن عدد من الأشجار. انقطاع الكهرباء عاشت قرى جبال خاشر وشهدان والعريف والعزة في الظلام حتى ساعات الصباح الأولى من اليوم التالي، ولم تسلم الطرق الرئيسية والفرعية من آثار الأمطار بعد أن تساقطت الأحجار وجرفت السيول الأتربة، مما أدى إلى إغلاق البعض منها فيما علقت العديد من المركبات بسبب جريان أودية المحافظة، ما استدعى تدخل فرق الدفاع المدني في الداير لانتشال المركبات العالقة كما انقلبت مركبة على طريق خبارة ولم يصب قائدها بأذى. البلدية تباشر العمل رئيس بلدية الداير المهندس غصاب العتيبي، أشار إلى أن البلدية تلقت بلاغات عديدة عن انقطاع للطرق في عدة أحياء وهجر داخل المحافظة وخارجها، مما استدعى تدخل الآليات الثقيلة لإزاحة الصخور والأتربة عن الطرق وإعادة فتحها ليتمكن الأهالي من الوصول لمنازلهم. جرف ثلاثة أشخاص كما جرفت سيول الداير ثلاثة أشخاص بحسب نائب متحدث مدني جازان الرائد محمد آل صمغان، الذي أشار إلى أن مركز القيادة والتوجيه تبلغ عن غريق مقيم يمني الجنسية في وادي قصي بمحافظة العيدابي وتم انتقال فرق الإنقاذ للموقع مدعومة بالغواصين وتمت مباشرة عملية البحث عن الغريق في بركة ماء خلفتها الأمطار، وتم العثور عليه وانتشاله ونقله للمستشفى وهو متوفى. كما ورد بلاغ عن ثلاثة غرقى من جنسية عربية تم انجراف مركبتهم في السيل وتم الانتقال للموقع واستخراج المحتجزين من السيل واتضح أن شخصين من الذين تم إخراجهم بحالة جيدة، فيما تم انتشال الثالث من على مسافة 500 متر بعد جرف السيل له وهو متوفى. انقطاع طريق عثوان أكد عدد من الأهالي أن وادي الجوة قطع الطريق على سكان جبل عثوان وحبس أثناء محاولتهم الوصول إلى الجبل وأجبرتهم على النوم في العراء، فيما حاول البعض الصعود إلى الجبل سيرا على الأقدام بسبب الانهيارات الصخرية التي منعتهم من الوصول إلى قراهم الجبلية والعودة إلى الداير بعد أن قطعت السيول الطريق الذي تم تنفيذه داخل أحد الأودية. كما احتجزت السيول عشرات المواطنين في وادي الشعيب بعد أن جرفت الأتربة والحجارة وقطعت الطريق وعلقت بعض السيارات في الجرف الترابي، فيما سارعت الشركة المنفذة للطريق الجبلي بفتح الطريق إلا أن العبور من خلاله كان محفوفا بالمخاطر بسبب انجراف الأتربة والانهيارات الصخرية. جولة المحافظ وقف محافظ الداير بني مالك على المواقع المتضررة من السيول واطلع على الأضرار الناجمة جراء الأمطار والسيول وسبل معالجتها، كما شدد على ضرورة معالجة الخلل وإصلاحه وأن تقوم كل دائرة خدمية بمسؤولياتها وإيجاد طرق بديلة بعيدة عن مجاري السيول والأودية، خصوصا أن جبال بني مالك تشهد حاليا أمطارا غزيرة لم تشهدها منذ سنين طويلة. رفع التوصيات رئيس المجلس البلدي بالداير أسعد الخالدي أكد أن المجلس بحث أضرار السيول وما نتج عنها ورفع التوصيات للجهات المختصة وأصدر قرارات بشأنها لتعديل وضع مجاري الأودية وإبعاد السيول عنها وإيجاد الحلول المناسبة.