أفشلت المملكة، محاولات إيران البائسة في الزج باسم السعودية في هجمات 11 سبتمبر، بعد لقاءات مع عدد من صناع القرار والمؤثرين فيه، لبحث الكثير من الملفات الأمنية، ومن بينها الإرهاب الذي تغذيه إيران، وتحاول إبعاد هذه التهمة عنها، بكيل اتهامات للسعودية لا تستند إلى حقائق. نجحت المملكة في إزالة الشكوك التي أثيرت نتيجة محاولات اللوبي الإيراني الترويج لها في بعض دوائر صنع القرار الأمريكية، خصوصاً في ما يتعلق باتهام السعودية بأحداث 11 سبتمبر. ولم يكن من السهل الإفصاح عن مضامين هذه الصفحات السرية لولا مكانة السعودية عالمياً، وبراعتها في إدارة دفة الحوار وتوجيهه بالمنطق الذي لا مناص منه، وهو أن على أمريكا إذا كانت جادة في معرفة الحقيقة أن تفرج عن هذه الصفحات السرية، ليقف العالم على حقيقة الاتهامات الباطلة الموجهة للسعودية، ولتعلم الشعوب أنها داعمة لكل الجهود الهادفة إلى محاربة الإرهاب، وأن النظام الإيراني «المعزول» هو من يمارسه عن طريق الأحزاب والهيئات والمنظمات التي تتغطى بالدين وهو بريء منها. ويرى عدد من المتابعين الأمنيين أن أمريكا ما كانت لتفرج عن هذه الصفحات السرية، لولا أن السعودية هي من سعت وبقوة لإظهارها للعالم، ويأتي قرار الإفراج عنها تأكيداً على أن السعودية بسياستها الهادئة توجه الصفعات تلو الأخرى للنظام الإيراني الذي لم يعد يخجل من أكاذيبه واتهاماته الباطلة التي تضاف إلى سجله الملطخ بالإرهاب والمؤامرات الدنيئة. من جهة أخرى أجبر صلابة الرياض وذكاء سياستها ودبلوماسيتها ودفاعها عن الحق والحقيقة، واشنطن على الكشف عما أخفته سنوات طويلة من حقائق تؤكد براءتها من أي دور لها في أحداث 11 سبتمبر، الأمر الذي أحرج المؤسسات الأمريكية في مقدمتها الكونغرس الأمريكي الذي سعى لممارسة القرصنة عبر محاولته إلزام المملكة بدفع تعويضات لضحايا هذه الأحداث، غير أن التصدي السعودي الذكي والهادئ لمثل هذه التوجهات أفشل كل الخطط وقاد إلى كشف الحقيقة كاملة. الصفحات ال 28 من التحقيقات في أحداث 11 سبتمبر أكدت للعالم أن السعودية ليست فقط بريئة من أحداث سبتمبر بل أيضا رافضة للإرهاب بأي شكل من الأشكال. النصر الذي حقّقته السياسية السعودية يشكل قوة إضافية ليس للمملكة فحسب بل أيضا لكل القضايا العربية والسعودية التي تتولى الرياض الدفاع عنها في المحافل الدولية. وأكد عدد من خبراء السياسة والقانون ل «عكاظ» أمس (الإثنين) أن المؤسسات الأمريكية المعادية للسعودية تلقت ضربة موجعة بعد إعلان براءة السعودية من أحداث سبتمبر، عقب أن أدارت الرياض بمنتهى الذكاء السياسي معركة المصالح الحيوية على المستوى الدولي، ووضعت هذه المؤسسات في موقف لا تحسد عليه. وبين الخبير القانوني نقيب المحامين الأردنيين السابق صالح العرموطي وممثل الأردن السابق لدى الاتحاد الأوروبي الدكتور أحمد مساعدة وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور أمين مشاقبة، أن الدور الذي لعبته السعودية في إجبار الإدارة الأمريكية على كشف وثائق براءة المملكة من أحداث 11 سبتمبر يعد هزيمة للقوى المعادية للسعودية، هزيمة جردتها مصداقيتها وأكدت رضوخها لأجندات تعمل ضد المصالح العربية. وأجمعوا على أن الإنجاز الذي حقّقته السعودية دفاعا عن نفسها وعن الحق والحقيقة شكل ملاذا آمنا لجميع العرب، وبينوا أن المملكة حصنت نفسها سياسيا ودبلوماسيا وأجادت إدارة معركتها دفاعا عن نفسها أولا ولإجبار الإدارة الأمريكية على الاعتراف وكشف 28 صفحة من تحقيقات أحداث 11 سبتمبر. واعتبروا براءة السعودية منجزا حقيقيا بكل تأكيد لأداء المملكة ومؤسساتها في هذا السياق، لافتين إلى أن السعودية تمكنت من إلحاق هزيمة سياسية بالولايات المتحدة، وأكدوا أن صانع القرار في السعودية أدار الأزمة بحنكة واقتدار وبكفاءة سياسية ودبلوماسية أثبتت للعالم أن الحقيقة وحدها هي من تبقى.