التطور اللافت في الولاياتالمتحدة بإطلاق الصفحات ال 28 من ملفات التحقيقات في أحداث11سبتمبر تؤكد أنه لا علاقة للسعودية ولا مسؤوليها بهذه الأحداث جملة وتفصيلا. الصفحات ال28 التي كانت ضمن الملفات السرية الأمريكية، إذ استغلت قوى أمريكية في الكونغرس الأمريكي غيابها لتقود محاولات إدانة المملكة بأحداث ال11من سبتمبر، وهو ما دفع السعودية لتحريك ديبلوماسيتها الضاغطة على الولاياتالمتحدة بالكشف عن نتائج تحقيقاتها والوثائق التي تملكها والمتعلقة بأحداث سبتمبر . التحرك الذكي للديبلوماسية السعودية والتي جاء بعد محاولات أمريكية لإجبار السعودية على دفع تعويضات لضحايا أحداث11سبتمبر أكد أنه لايمكن في حال من الأحوال الحديث مع أو عن السعودية بعيدا عن حقيقة القوة التي تملكها في المحافل الدولية بعد تغيير مواقف للأمم المتحدة وإجبارها على التراجع عن قرارات متطرفة، حاول بعض أطراف المعادلة السياسية ولغايات انتخابية ممارسة عملية ابتزاز المملكة التي كانت لهم بالمرصاد. لكن إفشال الديبلوماسية السعودية لمشروع الكونغرس الأمريكي بإلزام المملكة دفع تعويضات لأحداث لاعلاقة لها فيها لم تتوقف عند هذا الحد، بل قام ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بزيارة إلى واشنطن وهو يحمل جميع الملفات وهي زيارة لا يمكن تصنيفها باعتبارها زيارة عادية أو بروتوكولية، إنما هي زيارة تبحث في العمق عن السلبيات الأمريكية في التعامل مع القضايا العربية، وواشنطن بدورها تستقبل الرجل الثالث في المملكة الأمير محمد بن سلمان، إذ أبلغ الإدارة الأمريكية بوضوح أن المملكة لا تخضع لأي نوع من أنواع الابتزاز، وعلى واشنطن أن تدرك أن الكونغرس أخطأ التقدير في التعامل مع ملف العلاقات الأمريكية السعودية وهذا ما اتضح من مواقف الرئيس أوباما المعارضة لمواقف الكونغرس، ومع ذلك فإن الرياض أيضا لها مواقفها المنتقدة للإدارة الأمريكية نفسها وتعاملها مع القضايا العربية طالبا من هذه الإدارة تصحيح الأخطاء الكبيرة التي ارتكبت بحق السعودية، من خلال الكشف عن وثائق التحقيق المتعلقة بأحداث11سبتمبر كاملة. إطلاق ال 28 من ملفات التحقيقات في أحداث 11سبتمبر والتي تؤكد أنه لا علاقة للحكومة السعودية في تقديم أي دعم أو تشجيع لتلك الهجمات يسجل إنجازا كبيرا للدبلوماسية السعودية التي مهدت الطريق للأمير محمد بن سلمان ليضع الأمور في نصابها ويحسم الازدواجية الأمريكية عندما فرض على الإدارة الأمريكية تقديم الأدلة التي تملكها المؤسسات الأمنية والقضائية الأمريكية والتي تؤكد براءة المملكة من أي دور لها في أحداث11سبتمبر.