أشار محققون أمس إلى أن سفاح الدهس في «ممشى الإنجليز» على شاطئ الريفيرا في نيس (جنوبفرنسا) التونسي محمد لحويج بوهلال طلب من شركة تأجير الشاحنات التي استأجر منها الشاحنة التي نفذ بها جريمته البشعة أن تختصه بالشاحنة الأثقل وزناً، فكان أن استأجر شاحنة حمولتها 19 طناً. كما اتضح أنه ظل يتردد يومين قبل الجريمة على «ممشى الإنجليز» لدرس أفضل سبل التنفيذ. وذكروا أنه قبل التنفيذ بدقائق أرسل رسائل نصية مفزعة، قال في إحداها: «الوضع جيد. لديّ المعدات». وقال في أخرى: «أحْضِرْ مزيداً من الأسلحة». وعمدت الشرطة لاحتجاز الشخصين اللذين بعث إليهما بوهلال برسالتيه، ليرتفع بذلك عدد المحتجزين إلى سبعة أشخاص. لكنه انخفض أمس لستة أشخاص بعد إفراج الشرطة عن زوجة بوهلال هاجر خلف الله التي اعتقلت الجمعة. (تفاصيل ص؟) وقد بدأت ملامح منفذ اعتداء نيس الإرهابي الذي تبناه تنظيم «داعش» تتضح أمس مع الاستماع إلى شهود، في وقت تسعى الحكومة الفرنسية إلى إثبات فاعليتها في مكافحة الإرهاب على وقع الانتقادات. وعقد مجلس الدفاع اجتماعا أمس في مقر الرئاسة الفرنسية. وقال أحد الرجال الموقوفين بحسب ما نقل عنه محاميه جان باسكال بادوفاني لفرانس برس «إن القاتل كان مندمجا في نيس ويعرف عددا كبيرا من الناس». لكن أشخاصا يرتادون قاعة رياضية كان يتردد إليها وصفوه بأنه «مخادع». فيما أظهرت الشهادات الأولى للجيران أن المهاجم بوهلال يفتقر إلى التوازن في شخصيته وأثار أزمات عدة مع عائلته. وبعد ثمانية أشهر من إعلانها حال الطوارئ في فرنسا وإقرارها قوانين جديدة لمكافحة الإرهاب في غمرة الاعتداءات في 13نوفمبر في باريس، دعت الحكومة الاشتراكية جميع الفرنسيين الوطنيين إلى دعم قوات الأمن. من جهة أخرى، حذر مرصد الإفتاء للإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية من خطورة استغلال الحادثة في تزايد موجة العداء ضد التواجد الإسلامي في الغرب. واعتبر المرصد في بيان أمس أن هذه العملية الإرهابية تصب في صالح الخطاب اليميني المتطرف في الغرب وتدعم الأصوات المتطرفة وتزيد من فرص نجاحهم في الانتخابات، خصوصا المرشح اليميني دونالد ترامب.