في الوقت الذي تزامنت فيه زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للكونغرس الأميركي في واشنطن، والأمم المتحدة في نيويورك، أعلنت وسائل إعلام أميركية نية الكونغرس اليوم (الجمعة) نشر الصفحات المخفية من وثائق نتائج تحقيقات أحداث ال11 من أيلول (سبتمبر) 2001 الصادرة عن مكتب التحقيقات الأميركي FBI والمعروفة إعلامياً ب«28 صفحة». وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي.آي.إي» جون برينان توقع قبل شهر أن يكون نشر 28 صفحة سرية من تقرير للكونغرس عن هجمات ال11 من أيلول (سبتمبر) 2001، تبرئة للسعودية من أية مسؤولية. وقال برينان في مقابلة بثتها «قناة العربية»: «أعتقد أن الصفحات ال28 ستُنشر، وأؤيد نشرها، والجميع سيرى الأدلة على أن الحكومة السعودية لا علاقة لها بأحداث ال11 من سبتمبر». واعتبر عدد من المحللين السياسيين أن تلك الخطوة ستكون في مصلحة المملكة العربية السعودية، وتحقيقاً لرغبتها، التي طالما طالبت بها قبل 13 عاماً، مؤكدين أن ذلك يعزز الثقة السعودية بعدم دعمها للإرهاب، وحماية لمصالحها مع الولاياتالمتحدة الأميركية. وأوضح المحلل السياسي فهد ناظر ل«الحياة» أن زيارة الأمير محمد بن سلمان واشنطن في حزيران (يونيو) الماضي حملت في طياتها كثيراً من الأمور المهمة، وأيضاً متابعة وزيارة وزير الخارجية عادل الجبير، مشيراً إلى أن التشريعات التي يسعى عدد من النواب الأميركيين في الكونغرس لإقرارها مثل قانون العدالة والإرهاب والصفحات ال28 السرية لن تعود على البلدين بالنفع أو الفائدة. من جهتها، لفتت المحللة السياسية في أحد مراكز الأبحاث الأميركية ناتالي ديلانو، خلال حديثها إلى «الحياة»، إلى أن تحركات عدد من النواب الأميركيين في مجلسي الشيوخ أو النواب الأميركيين لإقرار قانون يقضي بمقاضاة الدول من الأشخاص، والمعروف ب«Jasta» من شأنه أن يؤثر أيضاً في علاقات واشنطن بتلك الدول. وقالت ديلانو: إن عدداً من وسائل الإعلام الأميركية ومراكز الأبحاث يحاولون التأثير في قرارات النواب في الكونغرس، والدفع بهم، من خلال حملات مكثفة، لإحداث توتر في العلاقات السعودية - الأميركية، من خلال القرار. وأضافت: «يجب على المسؤولين السعوديين أن يواجهوا تلك التحركات بقوة، والسير نحو إيضاح الصورة الصحيحة للشعب الأميركي، إذ إن الرأي العام سيكون مؤثراً وأقوى من تحركات المؤسسات الخفية المضللة للرأي العام، فليس هناك ما يقلق السعودية من الصفحات ال28 المخفية من مكتب التحقيقات الفيدرالي».