استثمر حزب العدالة والتنمية المساجد بعد الساعات الأولى للانقلاب العسكري، وتحولت إلى منابر إعلامية بعد سيطرة الجيش على مفاصل الإعلام وإذاعة البيان رقم واحد الذي أعلن نهاية حقبة العدالة والتنمية. وصدت المساجد بالنداءات السياسية الداعية إلى ترك الانقلاب والالتفاف حول القيادة الشرعية، بل ذهبت المساجد التي يسيطر عليها تيار حزب العدالة إلى أبعد من ذلك معتبرة أن محاولة الانقلاب وإسقاط النظام محاولة غير شرعية. وبحسب ما يتداوله مغردون أتراك، فإن هذه المجموعات المؤيدة لحزب العدالة والتنمية أخذت دور اللجان الشعبية، إذ تمكنت من منع الجيش من السيطرة على العديد من المقار المدنية والعسكرية. من جهة أخرى، رصدت «عكاظ» في شوارع إسطنبول مع الساعات الأولى للانقلاب، بروز حركات قومية متطرفة تطالب بطرد السوريين من تركيا، ولاحظت حوادث اعتداء على سياح عرب وطرد عائلات سورية من بعض المدن التركية. فوضى حقيقية، بدت ليل السبت، انفتحت فيها تركيا على كل الخيارات السياسية والعسكرية والاجتماعية، وكانت مشاهد الحرب الأهلية حاضرة في مدينة إسطنبول، خصوصا بعد أن ألقت مجموعات من المدنيين القبض على ضباط وجنود كانوا مع الحركة الانقلابية، وبدا المجتمع المدني في مواجهة العسكر.. وهذا السبب الرئيسي في فشل الانقلاب.. انتهت المعركة بفشل الانقلاب وكادت تركيا أن تأخذ منحى كارثيا لولا أن أوقف المدنيون مغامرة العسكر.