مرحلة الجفاف الطويل للدراما السعودية يعوضها مسلسل «حارة الشيخ»، كما يرى البعض، وآخرون اعتبروه مرحلة تأسيسية لدراما سعودية حجازية، لكن ثمة أصوات «جداوية» اتهمته بتزوير متعمد للتاريخ والثقافة والهوية، وأن الحكاية ليس لها علاقة بالحجاز إنسانا ومكانا، لا مضمونا ولا لهجة ولا ملابس، معتبرين أنه تضليل تاريخي وثقافي، مشوها بذلك المجتمع الحجازي في مغالطات تاريخية. وأبرز المنتقدين للمسلسل: أحمد باديب والدكتور عبدالرحمن العرابي والدكتورة لمياء باعشن والدكتور عاصم حمدان. تلك الانتقادات شجعت مؤلف العمل السيناريست بندر باجبع لكتابة جزء ثان مواصلا بذلك حكايات الحجازيين الشعبية، وقال عبر صفحته في «تويتر»: «أحبائي.. لكل من اعتبر نهاية حارة الشيخ باردة أو غير مفهومة.. أحب أقول لكم حكايتنا لم تنته فأنتم تستاهلون أكثر.. الوعد الجزء الثاني، بإذن الله». يقول باجبع ردا على تلك الانتقادات: «من الطبيعي أن يتهم المسلسل بأنه لا يعبر عن البيئة الحجازية ويطمس هويتها، لأن الفترة الزمنية التي يخوض فيها العمل جدلية ولن تجد أحدا يتفق على الشكل العام لها بكل تفاصيله، مع صعوبة وجود وثائق مضمونة، وجهل الكثيرين بتاريخ المنطقة وجدة تحديدا». ويضيف: «العمل يستند إلى حقائق ومقتبس من حكايات شعبية أو ما يشبه الأساطير التي كانت سائدة وشائعة في ذلك الوقت قبل 200 عام في حقبة تاريخية في جدة القديمة أواخر العهد العثماني». وأكد باجبع أن الأحداث خيالية ولكنها تلامس الحياة الاجتماعية في حارة افتراضية في جدة القديمة، وأنه اختار «جدة» لجعل العالم يشاهدها ويعلم ما بها من قصص شعبية ثرية، ولتنافس الدراما الخليجية والعربية، خصوصا التطور الكبير الذي تشهده الدراما السعودية إنتاجيا وإخراجيا وفنيا بوجود كوادر شبابية وأفكار جديدة.