يقفز الممثل عبدالمجيد الرهيدي إلى واجهة المسلسل الرمضاني حارة الشيخ من خلال دوره حمزة بن درويش، ليس من نافذة دوره المحوري في العمل وفي كونه ركيزة في سياق السيناريو المفعم بالأحداث وحسب، بل للمزيج الفني المتنوع في شخصية يمكن القول إنها منحت المشاهد فسحة خاصة اختطفته من تراجيديا الأحداث إلى مساحة كوميدية أعطت للعمل نكهة خاصة، زاد منها علاقته بالشخصية الرئيسية في العمل «المشكل درويش» الذي يتضاد تماما مع الدور الذي يؤديه الرهيدي في المسلسل وهو الأمر الذي ساهم في إبرازه على نحو خاص. وبعيدا عن جدليات «حارة الشيخ» والاختلاف حول ملامسة العمل للواقع الحجازي التاريخي، إلا أنه كبقية الفريق يصر على أن المزج بين سيناريو درامي بحقبة تاريخية معينة ومجتمع محدد لا يبدو منطقيا، في كون المسلسل الذي خطف الأضواء وضع المشاهد أمام سيناريو لا علاقته بكثير مما يتهم به. يقول الرهيدي: «حارة الشيخ» هي حكاية درامية خيالية تلامس بعض جوانب الحياة الاجتماعية في حارة افتراضية من حارات جدة القديمة قبل أكثر من 200 سنة، والكاتب بندر باجبع حين وضع هذا السيناريو لم يقصد به محاكاة تاريخية بعينها أو تأصيلا حقيقيا لأي حقبة أو وقائع سياسية أو مجتمعية حدثت في تلك الفترة، بل هو سيناريو مشرع للكاتب فيه الخيال والحرية بعيدا عن أي إسقاطات يحاول البعض الزج بها في أتون عمل بدأ يحقق نجاحا خاصا. ويضيف عبدالمجيد: «لا يمكن اختزال عمل مهم في أفق محدد عبر تأطيره في مساحة محددة، وذلك يظلمه كثيرا ويبتعد عن العمل الذي تم تصويره بإمكانات كبيرة وعالية، وعند تقييم العمل الفني يجب أن يكون نقده فنيا ومهنيا وجماهيريا بعيدا عن محاولات إذابته في أحداث معينة أو إسقاطه على شريحة بعينها أو زمن بذاته». طيلة الشهر الفضيل والعمل يوجد بين يوم وآخر على ترند «تويتر»، بل إن الجدل الذي واكبه جعله حاضرا فيه حتى قبل أن يبدأ أولى الحلقات، ورغم تبريرات القائمين عليه والمشاركين فيه إلا أن الإصرار على إذابته في قضية «الهوية الحجازية» جعله في مجابهة نقد حاد، لكنه على كل حال أفاده جماهيريا وإعلاميا وجعله محط أعين كثيرين ومن بين أكثر المسلسلات تداولا في رمضان، وسط أنباء عن جزء ثان من العمل قد يضعه ركيزة سلسلة تستمر مواسم أخرى.