أكثر من 1800 يوم وقفت بين آخر مهرجان غنائي سعودي وتندرهم هذا العيد تويترياً على حفلات العيد الغنائية هذا العام، بعد أن حفظت درجات «سلم الطائرة» أقدامهم التي تصافحه كل عيد وصيف، للحاق بالفنانين السعوديين، والتفتيش عن حفلاتهم، في دول الخليج العربي، حاملين في أيديهم تذكرتين إحداها للتحليق والأخرى للتصفيق، ليؤدوا دورهم الذي اعتادوا عليه ك«معازيم» ينصتون إلى فنهم المكتوب بلهجتهم، بأصوات أبناء بلدهم، خارج الحدود. دون أي ترديد للحن «المعاناة»، وبتعريج على ذكرى «آخر زيارة» لحفلة غنائية رسمية أقيمت في السعودية دارت غالبية أحاديث المغردين السعوديين حول جفاء حفلات العيد الغنائية لهم، التي كان حظ جدة فيها أوفر من حظوظ مفتاحة أبها، والعاصمة الرياض آنذاك، بعد أن كان لسكانها فرصة سانحة لحضور مهرجان جدة الغنائي في العام 2011، ليكون ختام المهرجان أشبه بنقطة النهاية للحفلات الرسمية للشعب السعودي داخل حدود بلادهم. وعلى رغم إقامة العديد من العوائل السعودية حفلات غنائية خاصة بهم، يحييها لهم نجوم الصف الأول من الفنانين السعوديين والخليجيين، وحتى العرب، التي تقام غالباً على هامش حفلات الزفاف، أو حفلات التخرج، ويكون اختيار المدعوين انتقائياً فيها، دون إتاحة الفرصة لحضور مثل هذه الحفلات لأي شخص، لم يشف غليل السعوديين من المطالبة ب«حفلة ولو جبر خاطر»، تشبع رغبتهم الموسيقية، بعد أن اعتادت آذانهم على سماع الأوبريتات الغنائية كل عام، التي تقام على هامش مهرجانات السياحة السعودية، ومهرجان «الجنادرية» للتراث والثقافة. طَي النسيان، وبلسان حال دائب على التغني ب«لنا الله»، يرى عدد من السعوديون أن الجهات الرسمية السعودية المعنية بالتنشيط السياحي، والإعداد لاحتفالات الأعياد، في مختلف أمانات المدن السعودية، اقتصر فهمهم على تنظيم احتفالات العيد بإقامة فعاليات الأطفال وتنظيم المسابقات لهم، دون أي إعداد لفعاليات تجذب شريحة الشباب، أكبر شريحة مكونة للشعب السعودي، الذين أمضوا وقت فراغهم في العيد تسكعاً على «سكة التايهين» بحثاً عن نشاط ثقافي أو غنائي يركنون إِليه. ترنماً ب«كلك نظر»، يعلق الكثير من السعوديين آمالهم بعودة المهرجانات الغنائية لفنانيهم داخل وطنهم على «هيئة الترفيه»، الجهة الحكومية التي تعنى برفاهية المواطن السعودي، والتي صدر قرار إنشائها قبل أكثر من شهرين، بأن تكون أولى خطوات الهجرة العكسية للفن السعودي، والعودة به من أحضان الخليج، إلى أحضان البحر الأحمر، بعد أن أصبحت الأغنية السعودية سلعة جاذبة للسعوديين بأيدي المنظمين الخليجيين والعرب، لكل من لم يكتف بالحضور خلف الشاشات، للاستمتاع بالفن السعودي خارج السعودية بحناجر سعوديين وكلمات سعودية. «استكثرك وقتي علي وغدابك» لم تعد تكفي لإسكات لهفة الاستمتاع بالطرب الوطني، الذي ملت معه ضمائر غالبية السعوديين من ترديد «مصيره يرد مصيره يرد .. مصيره لا ذكر يشتاق»، بعد أن ظلوا «يحلمون» ب«الموعد الثاني» لمهرجان غنائي خاص بهم، تعيد فيه «الأماكن» ذكريات كثيرة «على البال» لحفلات لم يغنوا لها يوماً ما «خلاص من حبكم يا زين عزلنا».