لا يختلف اثنان على أن إيران وراء العنف والإرهاب، وتظل الداعمة للتنظيمات الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة، لا لشيء إلا لنشر الفتن في دول المنطقة والإخلال بأمنها واستقرارها، وتظل ذات علاقة حميمية مع داعش لتحقيق أهدافها البغيضة في المنطقة، وهي قطعاً استفادت من هذا التنظيم في التدخل في كل من سورية والعراق، وافتعال الأزمات في المنطقة. ولا يوجد أدنى شك في علاقة داعش بنظام طهران، فقد كشف المتهم «الداعشي» علي عمر الملقب ب «أبو تراب» خلال التحقيق معه في الكويت أن هذا التنظيم على علاقة جيدة بالنظام السوري والاستخبارات الإيرانية، لافتاً إلى أنه حضر شخصياً اجتماعات تنسيقية مع جهات تمثل نظام الأسد ومخابرات طهران. هذه هي إيران منذ قيام ثورتها عام 1979، وسجلها حافل بنشر الفتن والقلاقل والاضطرابات في دول المنطقة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، متجاهلة في ذلك كافة القوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية، والمبادئ الأخلاقية، وسعت منذ ذلك الوقت إلى تصدير الثورة من خلال التدخل السافر في سيادة الدول وشؤونها الداخلية، فعملت على تجنيد الميليشيات في العراقولبنان وسورية واليمن، ودعمت الإرهاب، وثبت للجميع ضلوعها في التفجيرات الإرهابية وانتهاكاتها للبعثات الدبلوماسية، وليست حادثة السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد بعيدة عن الأذهان، فقد عاث نظام طهران فساداً في السفارة والقنصلية في وضح النهار، متحديا بذلك النظم والقوانين والمواثيق الإقليمية والدولية. وتأكد لدول العالم أجمع بأن النظام الإيراني يعمل على دعم الإرهاب والتطرف في المنطقة، فقد ثبت بأن طهران هي الداعمة الأولى للإرهاب، بما أسسته من تنظيمات إرهابية مثل ما يسمى ب «حزب الله» في لبنان، ودعمها للعديد من الميليشيات الطائفية، وكل ذلك بهدف إشاعة الفوضى في دول المنطقة. ويظل سجلها البغيض حافلا بتجاوزات تؤكد دعمها للإرهاب، إذ إنه في عام 1982 اختطف حزب الله والجماعات المدعومة من إيران 96 مواطناً أجنبياً في لبنان بينهم 25 أمريكياً فيما يعرف بأزمة الرهائن، وفي 1983 دبر نظام طهران حادثة تفجير السفارة الأمريكية في بيروت من قبل حزب الله، وفي العام نفسه نفذ إيراني ينتمي للحرس الثوري عملية انتحارية في بيروت دبرتها إيران، أودت بحياة 241 شخصاً وجرح أكثر من 100، وفي نفس العام أيضاً، فجر حزب الله بدعم إيران مقر القوات الفرنسية في بيروت، ما أدى لمقتل 64 فرنسياً مدنياً وعسكرياً، وفي 1984 هجم حزب الله على ملحق للسفارة الأمريكية في بيروتالشرقية، ما أدى لمقتل 24 بينهم أمريكيون، وفي 1985 دبّر النظام الإيراني عملية اختطاف طائرة خطوط «TWA» واحتجاز 39 راكباً أمريكياً على متنها لمدة أسابيع وقتل أحد أفراد البحرية الأمريكية فيها، وفي 1986 حرّضت إيران حجاجها لتنفيذ أعمال شغب في موسم الحج مما نتج عنه تدافع الحجاج ووفاة 300 شخص، وفي 1987 اعتدى النظام الإيراني على القنصل السعودي في طهران رضا عبدالمحسن النزهة، ومن الأعمال القبيحة لنظام طهران اتخاذه إجراءات تمييزية ضد السكان السنة تمثلت في منعهم من إقامة صلاة العيد في بعض دور العبادة في العاصمة الإيرانية وضواحيها، إذ أغلقت عناصر أمنية دور صلاة للسنة في «طهرانباريس» و «بونك» ومصلى «الصالحية» في إسلام شهر، ومنعت المصلين من دخولها، ما يؤكد أنها تسعى في غيّها وطائفتها البغيضة. وهكذا تستمر إيران في أعمالها البغيضة في المنطقة والعالم، ما يتطلب تدخلاً شاملاً إقليمياً ودولياً لمواجهتها وكبح تدخلاتها السافرة ووقف دعمها المكشوف للتطرف والإرهاب.