أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على استتباب الأمن في المملكة واستقرار أوضاعها، مشيدا ببسالة وتضحيات رجال الأمن التي تجلت في منع الإرهابيين من الوصول إلى المسجد النبوي الشريف المكتظ بجموع المصلين الذين قدموا أرواحهم فداء لدينهم وأمن وطنهم. وأكد ولي العهد خلال استقباله في المسجد النبوي الشريف مساء أمس أسر وذوي شهداء الواجب أن هذا العمل الإرهابي تصرف يائس من الإرهابيين في محاولة منهم لإثبات وجودهم بعدما تعرضوا لضربات استباقية نوعية من رجال الأمن حالت دون بلوغ أهدافهم الشريرة، وما يتعرضون له من عمليات أمنية جففت منابع فكرهم ومصادر تمويلهم والقبض على عدد كبير منهم. وقال إنه يجري متابعتهم وكشف مخابئهم ومنعهم من القيام بما كانوا يخططون له من عمليات إرهابية. ونقل ولي العهد تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لأسر وذوي الشهداء، سائلا الله أن يتقبلهم في الشهداء والصالحين. وقال إن الوطن يفخر بأبنائه الذين ضحوا بأنفسهم دفاعا عنه، ولن ننساهم وسيظلون محل اعتزاز الوطن. من جانبهم، عبر أهالي الشهداء عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، على مشاعرهم ومواساتهم لهم، سائلين الله لهم المغفرة والرحمة. وأكدوا أن أبناءهم وأنفسهم فداء لحماية الوطن ومقدساته ومكتسباته. إلى ذلك، زار الأمير محمد بن نايف مصابي العمل الإرهابي الآثم الذين يتلقون العلاج والرعاية الطبية بمستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة، واطمأن على الوضع الصحي للمصابين والرعاية الطبية التي يتلقونها، ونقل لهم تحيات واعتزاز خادم الحرمين الشريفين وأبناء المملكة بما قدموا من تضحيات مشرفة. وخاطب ولي العهد المصابين بقوله: إن المعنويات المرتفعة التي أشاهدها على محياكم تدل على شجاعتكم وبسالتكم، وهذه الإصابات التي لحقت بكم أوسمة شرف، والوطن يستحق منا ومنكم الكثير وجميعنا في خدمة الوطن وفداء له. فيما أعرب المصابون عن تطلعهم للعودة إلى أداء واجباتهم مع زملائهم في ميادين الشرف، سائلين المولى سبحانه أن يديم على المملكة وشعبها الأمن والاستقرار بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. من جهة أخرى، هنأ الأمير محمد بن نايف أسر وذوي شهداء الواجب من رجال الأمن في المدينةالمنورة بمناسبة عيد الفطر المبارك. وقال ولي العهد «يسرني أن أتقدم بخالص التهنئة لأسر وذوي شهداء الواجب من رجال الأمن البواسل الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن دينهم وحماية لوطنهم، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يجعل منزلتهم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. كما أسأل الله أن يمد إخوانهم رجال الأمن بعونه وتوفيقه وتسديده للقيام بمهماتهم الجليلة في حماية العقيدة والوطن في ظل قيادتنا الحريصة على أمن وسلامة المواطن والمقيم، والباذلة في سبيل ذلك كل ما يمكن للدفاع عن الدين الحنيف وحماية مكتسبات الوطن وإنجازاته». وكان ولي العهد وصل المدينةالمنورة مساء أمس وأدى صلاة الميت على شهداء الواجب، الذين انتقلوا إلى رحمة الله جراء التفجير الآثم الذي نفذه الانتحاري الهالك في محيط المسجد النبوي الشريف، ونتج عنه استشهاد وإصابة عدد من رجال الأمن. وكان الأمير محمد بن نايف قد زار أمس الأول مصابي الحادث الإرهابي في جدة، وأكد أن «أمن الوطن بخير، وهو في أعلى درجاته، وكل يوم ولله الحمد يزداد قوة»، مرجعا ذلك لفضل الله، ثم حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحرص أبنائه رجال الأمن وإصرارهم على تطهير الوطن من كل من تسول له نفسه المساس بمقدساته ومكتسباته وسلامة مواطنيه والمقيمين به. وقال ولي العهد خلال زيارته مساء أمس الأول (الاثنين) لرجلي الأمن زياد بن مفرح العتيبي، ومتعب بن ضيف الله البقمي، والمواطن جميل بن سالم منير الزيادي الذين أصيبوا في حادثة التفجير الإرهابي الذي قام به الهالك المقيم عبدالله قلزار خان، باكستاني الجنسية، داخل مواقف مستشفى الدكتور سليمان فقيه في جدة البارحة الأولى «إن الأعمال البطولية التي قام بها رجال الأمن في التصدي والمواجهة خلال العمليات الإرهابية التي باءت بالفشل ليست بمستغربة لأن الوطن ومقدساته وأهله يستحقون ذلك، وهذا ما عهدناه من جميع المواطنين الذين ساروا على نهج آبائهم وأجدادهم». ونقل ولي العهد للمصابين تحيات ودعوات خادم الحرمين الشريفين بأن يمن الله عليهم بالشفاء العاجل، مضيفاً: «أتشرف بزيارتكم والاطمئنان عليكم، وأحمد الله عز وجل أنكم بخير وهذا هو ما يهمنا، وأعلم أن مواجهة العمليات الإرهابية ليست بالأمر البسيط، وما تشعرون به من آثار بسيطة عقب التفجير ستزول، حيث مررت بهذه التجربة مسبقاً وأشعر بما تشعرون به». وأكد المصابون تطلعهم للعودة إلى أداء واجباتهم مع زملائهم في ميادين الشرف، سائلين المولى سبحانه أن يديم على المملكة وشعبها الأمن والاستقرار بقيادة خادم الحرمين الشريفين. وأعرب ولي العهد عن شكره للمصابين على قيامهم بواجبهم على أكمل وجه، ودحر هذه الفئة الضالة ومنعهم من تحقيق أهدافهم، وقال: «نعزي شهداءنا رجال الأمن في المدينةالمنورة الذين توفاهم الله وهم يؤدون واجبهم لخدمة زوار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وأشكر الله عز وجل الذي ردّ كيد من أراد المملكة بالسوء، داعيا الله أن يرحم ويغفر لرجال الأمن». وأردف قائلاً: «الأعمال الإرهابية التي وقعت في المدينةالمنورةوجدة والقطيف لن تزيدنا إلا تماسكاً وقوة». رافق ولي العهد خلال الزيارة مستشار وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الداخلية.