إن مما يؤلم بحق، مخاصمة الأهل وقطع الرحم الذي قيل عنه إن رب العزة والجلال قال : { أنا الرحمن وأنت الرحم أقطع من قطعك وأوصل من وصلك }. وذكر أن الرحم معلق بالعرش ينادي الليل والنهار: يا رب صل من وصلني فيك واقطع من قطعني فيك. قال أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه: «ثلاثة نفر في ظل عرش الرحمن يوم القيامة: واصل الرحم يمد له في عمره ويوسع له في قبره ورزقه، وامرأة مات زوجها وترك يتامى فتقوم هي على الأيتام حتى يغنيهم الله أو يموتوا، والرجل اتخذ طعاما فدعا إليه اليتامى والمساكين». وروى الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «ما خطا عبد خطوتين أحب إلى الله تعالى من الخطوة إلى صلاة الفريضة، وخطوة إلى ذي الرحم المحرم». وكيف لنا أن نتجاهل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه». وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه». كما جاء عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : «من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه». وعن أم المؤمنين السيدة عائشة - رضي الله عنها -، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : «الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله». وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه و سلم، قال : «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها». وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلا قال : يا رسول الله ! إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال : «إن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل (الرماد الحار)، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. السطر الأخير : عن جبير بن مطعم رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «لا يدخل الجنة قاطع» قال سفيان : يعني قاطع رحم.