تنطلق مطلع ذي العقدة المقبل، فعاليات «سوق عكاظ» بمضامين تطويرية جديدة تحاكي الماضي وتستشرف المستقبل، ليتم عن طريقها نقل المفاهيم المستقبلية لرواد السوق. من أجل ذلك، تواصل اللجان المنظمة أعمالها بتوجيهات مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الأمير خالد الفيصل، ومتابعة أمين اللجنة الدكتور سعد مارق. من جانبه، قال رئيس اللجنة الإعلامية عبدالله الحسيني ل «عكاظ»: إن الدورة المقبلة أولى الدورات التي يشهد فيها السوق بداية تنفيذ الخطة التطويرية حتى الدورة ال 15، الهادفة إلى مواصلة النجاحات السابقة، والوصول إلى تقديم صورة حضارية مشرفة عن الإنسان السعودي الذي يستمد أصالته من تاريخ الآباء والأجداد، وقوته من نماء وطنه وازدهاره. «عكاظ» قديمًا ويعد سوق عكاظ من أشهر الأسواق عند العرب قديما بجانب سوقي مجنة وذي المجاز، حيث كانت العرب تتوافد إلى هذا السوق في ال 20 يوما الأولى من أيام شهر ذي القعدة، ثم بعد ذلك تتوافد إلى سوق مجنة في آخر 10 أيام من شهر ذي القعدة، ثم تقضي الأيام الثمانية الأولى من شهر ذي الحجة في سوق ذي المجاز. وتورد المصادر الأدبية بأن «سوق عكاظ» سمي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يتعاكظون فيه أي يتفاخرون ويتنافسون ويتناشدون الشعر فيما بينهم، ومن أبرز مظاهر السوق أنه كان مكانا تباع فيه البضائع، وتنتشر فيه الآداب فقد كان الشعراء يتوافدون إلى هذا السوق من كل حدب وصوب ليلقوا قصائدهم أمام الناس بهدف التباهي والتفاخر. واستمر في عهد النبوة وصدر الإسلام أيام الخلفاء الراشدين وزمن بني أمية حتى سنة 129ه، حيث ثار الخوارج ونهبوه، وقد تأثر سوق عكاظ بتوسع الدول الإسلامية وانتقال مراكز الحضارة من الحجاز إلى دمشق ثم بغداد، حيث المدن الكبيرة، وبدأت الحياة الجديدة في الشام والعراق ومصر تجذب الناس إليها مع الاهتمام بالفتوحات مما أضعف الحاجة لسوق عكاظ ودوره التجاري خاصة. «عكاظ» حاليًا وتبنت إمارة منطقة مكةالمكرمة فكرة إحياء السوق بعد انقطاع 12 قرنا، ليكون أحد أهم مخرجات الإستراتيجية التنموية للمنطقة، وبالفعل انطلقت أول دورة للسوق في عام 1428 (2007). واهتم الأمير خالد الفيصل بسوق عكاظ مقتديا بوالده، حيث سبق للملك فيصل -رحمه الله- أن أولى موقع السوق اهتماما خاصا، حيث قام في عام 1380، بتكليف عدد من الخبراء والجغرافيين للعمل على تحديد مكان السوق وبعد انتهاء الخبراء من أعمالهم وتحديد الموقع وقف -رحمه الله- برفقة المؤرخ الشهير محمد بن بليهد على أرض السوق دون أن يعلم أن ابنه «خالد» سيأتي بعد 48 سنة ليقف على صعيد سوق عكاظ يخاطب العرب معلنا إحياء السوق. واتسعت دائرة السوق لتشمل شرائح المجتمع، وتنوعت برامجه لتشمل الفكر والثقافة والأدب والاقتصاد، وتعددت مناشطه فكان منها المحاضرة والأمسية والمسرح والمساجلة والمعرض والفلكلور الشعبي، والبيع والشراء، كما أصبح السوق محجة ومقصدا لكثير من المثقفين والأدباء، وباتت جوائزه مطمحا لمبدعي العرب في كل مكان. «عكاظ» مستقبلاً أوضح المشرف العام على «عكاظ المستقبل» الدكتور سعيد المالكي أن مجتمع المعرفة يبنى من خلال معرض عكاظ المستقبل الذي يضم خمس منصات تفاعلية هي: الاستقبال، الحاضر، المستقبل، بناء الإنسان، والانطلاق، ويشارك فيها أكثر من 30 جهة ما بين رواد أعمال ومبتكرين ومهتمين بصناعة الريادة المعرفية، مبينا أن مشروع «عكاظ المستقبل» سيحتفي بثلاثة محاور بصناع القرار بالشباب لصناعة ريادة الأعمال المعرفية، وبرواد الأعمال والمبتكرين، وأخيرا معرض عكاظ المستقبل الذي يمثل ملتقى الإبداع والمبدعين.