ثمّن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ خالد الفيصل الاهتمام الكبير الذي تلقاه المنطقة وجوائز سوق عكاظ من خادم الحرمين الشريفين، مشيداً بالخطط التطويرية المقدمة من رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان التي ترسم مستقبلاً زاهراً لسوق عكاظ، شاكراً جميع من أسهم في دعم مشروع السوق. وأكد الفيصل في كلمة خلال حفلة إعلان أسماء الفائزين بجوائز الدورة العاشرة لسوق عكاظ وتكريم الجهات المشاركة ظهر أمس بمكتبه في محافظة جدة، أن جائزة سوق عكاظ أصبحت اليوم جائزة عالمية وليست سعودية أو عربية فقط، مضيفاً أن اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ تعمل لتقديم السوق على أنه مركز حضاري سعودي عربي إسلامي عالمي، موضحاً أنه لم يتم استدعاء سوق عكاظ من الماضي بعد فترة طويلة ليكون سجيناً للماضي بل جاء ذلك لتحويل ماضي السوق إلى واقع الحاضر واستشراف المستقبل، وأن يقدم فكر وثقافة المملكة العربية السعودية للعالم أجمع وأن يتحدث عن التاريخ العريق للثقافة والفكر والحضارة العربية والإسلامية التي انبثقت من الجزيرة العربية، وأن يكون السوق نافذة على المستقبل يطلع من خلالها المواطن السعودي وخصوصاً الشبان والشابات إلى ما يخطط لمستقبل هذا العالم ومستقبل الإنسان على الكرة الأرضية. وأضاف الفيصل: «نريد أن نكون مشاركين في صنع الحدث، نريد أن نكون مشاركين في استشراف المستقبل، نريد أن نكون من المشاركين في إعمار هذا العالم»، مشيراً إلى أنه لم يعد لائقاً بهذه البلاد وإنسانها أن يبق مقلداً أو ناقلاً أو تابعاً. وقال: «نريد له أن يكون رائداً وخلاقاً ومفكراً ومبدعاً يقود ولا يقاد يشارك ولا يتبع هذا ما يجب أن يكون عليه واقع هذه البلاد وجميع خطط هذه البلاد». وكشف الأمير خالد الفيصل خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب تكريم الجهات المشاركة في دعم سوق عكاظ عن إنشاء مدينة كاملة استثمارية لسوق عكاظ ستعلن عنها الهيئة العامة للسياحة والتراث، لافتاً إلى أن أجهزة الدولة تعد دراسات متكاملة للسوق. وأوضح الفيصل أن عدد المشاركين في جوائز هذا العام بلغ 558 مشاركاً من 20 دولة ليصبح مجموع المشاركات في مسابقات السوق منذ إحيائه 3500 متسابق ومتسابقة، وارتفعت قيمة الجوائز إلى مليون و700 ألف ريال. وأكد أن المثقفين هم من أشرفوا وسيشرفون على جميع برامج سوق عكاظ في دورته المقبلة، لافتاً إلى أن حفلة الافتتاح في شهر ذي القعدة المقبل ستكون مميزة. وقال إن سوق عكاظ هو نفسه كنز إن أحسنا استثماره تجارياً ومالياً وثقافياً، وهو رمز للإسلام والمسلمين والعرب والعروبة والسعودية مكانة ودولة، موضحاً أن سوق عكاظ ليس قصيدة أو محاضرة فقط، بل سوق عكاظ رمز فكري ثقافي تجاري، فهو لا يصنع سيارة بل يصنع فكراً وثقافة. وشدد على أن القيم الإسلامية والشيم العربية لن يتم التنازل عنها «ولن نتركها لغيرها، وأيضاً لن نبقى مقلدين وناقلين». وأضاف: «نحن مشاركون في صنع الأحداث وإعمار العالم، من خلال الاهتمام بالواقع الحاضر واستشراف المستقبل والمعادلة ليست صعبة»، مشيراً إلى أن قيام السعودية على يد الملك عبدالعزيز ورجاله كانت تلك اللحظة وذلك الحدث هو نقطة التحول في مجتمع المملكة، إذ إن الملك له من الرؤية المستقبلية واستشراف المستقبل ما جعله يحدث النظام ويجمع الشعوب والقبائل التي كانت تتناحر في الجزيرة التي لم تتوحد إلا به، فالملك عبدالعزيز رحمه الله أنشأ دولة عصرية، مبيناً أن كل الأعمال في السعودية تهدف إلى مستقبل الشباب، مضيفاً بأن التخطيط للشباب وليس لأنفسنا. وأوضح أن قيمة جوائز سوق عكاظ ارتفعت عن الدورات السابقة لتصل القيمة الإجمالية 1.7 مليون ريال، مبيناً أن عدد المتقدمين لجوائز سوق عكاظ في دورته العاشرة 558 متسابقاً ومتسابقة من 20 دولة، فيما بلغ عدد المتقدمين خلال الدورات التسع السابقة 3500 متسابق ومتسابقة. وأشار رئيس اللجنة الإشرافية إلى أنه شكلت لجنة لتطوير برامج سوق عكاظ، وعقدت ورش عمل عدة حضرها 53 مثقفاً وأكاديمياً لتطوير البرنامج الثقافي والجوائز والأمسيات الشعرية، لافتاً إلى أن ذلك العمل أثمر عنه استحداث جائزة للرواية قيمتها 100 ألف وهي واحدة من ثلاث جوائز للسرد تقدم كل عام بالتناوب، تبدأ هذا العام بالرواية ثم القصة القصيرة في العام المقبل، وأخيراً السيرة الذاتية في الدورة ال12. وجدد الأمير خالد الفيصل التأكيد أن سوق عكاظ استحضار للماضي ومحاكاة للحاضر واستشراف للمستقبل، ومن هذا المنطلق ركّز العمل خلال السنوات الثلاث الماضية على قضايا الشباب ما نتج عنه استحداث عكاظ المستقبل الذي يضم ملتقى الإبداع ومعرض عكاظ والجوائز المعرفية. وقال أمير منطقة مكةالمكرمة إن الدورة العاشرة ستشهد افتتاح معرض عكاظ المستقبل الذي يعمل على إعطاء صور حديثة للريادة المعرفيَّة والابتكارات الحاليَّة، والتأثير على تطلعات أبناء الوطن، كذلك التعليم التطبيقي للعلوم والتقنية، ويضم المعرض أقساماً عدة تشمل الاختراعات والابتكارات، وشركات ناشئة للرياديين وابتكارات المبتكرين وتقنيات ستغير العالم في المستقبل، وورش عمل تطبيقية ومسابقة تنافسية ل100 موهوب وموهوبة لبناء النماذج الأولية. وأضاف استحدثت هذه العام جائزتين ل«ريادة الأعمال» والابتكار وتضاهي قيمتها المعنوية والمالية جائزة شاعر عكاظ ، وتقدر قيمتها ب300 ألف ريال، مبيناً أن جائزة ريادة الأعمال ترمي لتكريم رواد الأعمال والمبتكرين الذين بادروا بتأسيس شركات ناشئة، وأسهموا في إيجاد حلول إبداعية للمشكلات التي يواجهها المجتمع. وقال الأمير خالد الفيصل إنه تم تأسيس مفهوم صناعة ريادة الأعمال المعرفيَّة عبر ملتقى الريادة المعرفيَّة الذي يكرِّم ويحتفي برواد الأعمال والمبتكرين عبر جوائز عكاظ المعرفيَّة ويبني مجتمع المعرفة عبر معرض عكاظ المستقبل. وزاد: «يحتفي عكاظ المستقبل بصناع القرار بالشباب من أجل صناعة ريادة الأعمال المعرفيَّة، وبرواد الأعمال والمبتكرين، ومعرض عكاظ المستقبل الذي يمثل ملقى الإبداع والمبدعين، فيما تم استحداث برنامج عكاظ المستقبل ملتقى الإبداع الذي يركز على شريحة الشباب، ويهدف إلى تحديد موقعنا من الابتكارات والإبداعات المعرفي، وبحث حاجات جيل الشباب من المبتكرين ورواد الأعمال المعرفيين». وكانت اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ اعتمدت في اجتماعها اليوم منح جوائز سوق عكاظ في نسخته التاسعة، بحضور رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، ووزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، وأمين اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ مستشار أمير منطقة مكةالمكرمة الدكتور سعد مارق، والمشرف على مكتب وزير الثقافة والإعلام المستشار أحمد الصمعاني، فيما سيتم تتويج الفائزين جميعاً في حفلة الافتتاح الرسمي للسوق. ثم سمّى أمير منطقة مكةالمكرمة الفائز بجائزة شاعر سوق عكاظ، التي حصدها هذا العام محمد محمود العزام من الأردن، فيما حصل على جائزة شاعر شباب عكاظ الشاعر السعودي خليف بن غالب الشمري، ونال جائزة الرواية التي تم استحداثها في الدورة الحالية الروائي السعودي مقبول موسى العلوي عن رواية «البدوي الصغير»، وحصل على جائزة لوحة وقصيدة عبدالرحمن خضر الغامدي (المركز الأول)، ومحمد علي الشهري (المركز الثاني)، وسعيد الهلال الزهراني (المركز الثالث). وحصد المركز الأول في جائزة الخط العربي عبدالباقي أبو بكر من ماليزيا، ومحفوظ ذنون يوسف عراقي الجنسية ثانياً، فيما حل ثالثاً يحي محمد فلاته من نيجيريا، ونال جائزة التصوير الضوئي عبدالرحمن إبراهيم الماجد من البحرين، وظافر مشبب الشهري من السعودية، وقاسم محمد الفارسي سعودي الجنسية، وأخيراً حصل على جائزة رائد أعمال عكاظ المستحدثة للمرة الأولى في الدورة العاشرة لؤي محمد نسيب من السعودية، فيما حصد جائزة مبتكر عكاظ أمس محمد باسلامة.