تحاول الشركات الأمريكية الكبرى بعد صدمة قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، عدم الاستسلام للذعر، لكنها تطالب بتوضيحات حول مستقبل السوق البريطانية التي شكلت تقليديا بالنسبة لها كبوابة الدخول إلى القارة الأوروبية. وعمدت مجموعة واسعة من أبرز الشركات الأمريكية، من سلسلات متاجر الملابس إلى شركات السيارات، لفترة طويلة إلى تركيز أنشطتها في بريطانيا وقد جذبها إليها نظام ضريبي مؤات فضلا عن لغة وثقافة مشتركتين. وقال رئيس غرفة التجارة الأمريكية توماس دونهيو: «إن الاستثمارات الأمريكية في بريطانيا تزيد قيمتها الإجمالية على 500 مليار دولار، وتم العديد منها بهدف الوصول إلى المستهلكين البريطانيين، وفي القارة الأوروبية». وبين مدير فرع شركة «كاتربيلار» الأمريكية العملاقة للبناء في بريطانيا مارك دورسيت أن بريطانيا عنصر محوري في سلسلة الإنتاج الأوروبي. وأضاف: «نحض جميع الأطراف على التوصل إلى اتفاق يبدد الغموض سريعا ويسمح لبريطانيا بالاحتفاظ بمدخل كامل وتام إلى السوق الأوروبية الموحدة». وأوضح المتحدث باسم شركة فورد جون غاردينر: «أن فورد ستتخذ كل الخطوات الضرورية للتثبت من أن منتجاتها تبقى تنافسية وتستمر في تأمين مردودية مستديمة». وأكد أنه لم يتم اتخاذ قرار بإجراء أي تغيير في الوقت الحاضر. كذلك دعت شركة «جنرال موتورز» للسيارات لندن وبروكسل إلى بدء المحادثات حول شراكة جديدة «بأسرع وقت ممكن»، مطالبة ببعض الضمانات. وقال المتحدث باسم الشركة الأولى للسيارات في الولاياتالمتحدة كلاوس بيتر مارتن: «من المهم أن تستمر نشاطاتنا في الاستفادة من حرية تنقل البضائع والأشخاص خلال هذه الفترة». في حين تحقق مجموعة «بنسكي» الأمريكية للمواصلات ثلث إيراداتها الإجمالية في بريطانيا، وقد تعاني من تراجع عائداتها عند نقل أرباحها بالجنيه الإسترليني إلى الولاياتالمتحدة وتحويلها إلى الدولار. وأشار أنتوني بوردون أحد نواب رئيس المجموعة إلى أن تراجع الجنيه الإسترليني سيعني تراجع الإيرادات. مقرا بأن شركته أصيبت ب «خيبة أمل» إزاء نتيجة الاستفتاء البريطاني.