بريطانيا على موعد اليوم إما بتجديد الالتزام بالبقاء ضمن أوروبا موحدة أو الانفصال بعيدا عن الجسد الأوروبي حيث يخرج 46.5 مليون بريطاني ممن سجلوا أنفسهم في اللوائح الانتخابية للفصل في مستقبل بلادهم.. السياسيون البريطانيون وفي سباق اللحظات الأخيرة قبل التصويت قالوا كلمتهم في اليوم الأخير للحملة حيث ألقى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ورئيس حزب العمال المعارض جيريمي كوربن وتم فارون زعيم الحزب الديمقراطيين الأحرار كلمات أمام حشود جماهيرية لحثها على التصويت بالبقاء داخل الاتحاد، إذ يرون أن هذا أفضل اقتصاديا وأمنيا لبريطانيا. وعلى الجانب الآخر خاطب كل من بورس جونسون عمدة لندن السابق ونايجل فاراج رئيس حزب استقلال المملكة المتحدة «يوكب» حشدا لحث المصوتين على «الإيمان ببلادهم»، وهو ما يقولونه في دعوتهم للخروج من الاتحاد. وسيطرح الاستفتاء سؤالا على المصوتين للاختيار بين البقاء أو الخروج، وحاول كل معسكر تكرار مقولاته وأسبابه في تبني موقفه في محاولة أخيرة لحث الذين لم يقرروا بعد طريقة تصويتهم، أن يصوتوا لتأييده كما يحاول كل فريق حث مؤيده على المشاركة في التصويت. بينما يقول بورس جونسون وهو من أهم قادة حملة مغادرة الاتحاد إن ترك الاتحاد سيوفر لبريطانيا الحرية رافضا التنبؤات الاقتصادية التي تقول إن بريطانيا ستعاني اقتصاديا إذا خرجت. وفي سياق متصل التزم القادة الأوروبيون في بروكسل الحذر الشديد في التعامل مع الاستفتاء، ولكن وبشكل غير معلن يتحرك المسؤولون في بروكسل وباريس وبرلين تحديدا للتعامل مع نتائج الاستفتاء البريطاني أيا كانت؛ لاستخلاص الدروس ودعم عملية الاندماج الأوروبية والتصدي لأي سعي من الأسواق المالية لاستهداف العملة الأوروبية اليورو وفي حال تصويت البريطانيين بنعم وتفضيل البقاء داخل الأسرة الأوروبية فإن مفاوضات مريرة ستبدأ بين بروكسلولندن لتمكين البريطانيين من عدد من التنازلات المحددة مثلما جرى الاتفاق بشأنه بين الطرفين يوم 18 مارس الماضي.