وافق مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، أمس الأول (الإثنين)، على إنشاء مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية، ويكون مقره الرئيسي في المدينةالمنورة، ويتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، ويرتبط تنظيميا برئيس مجلس الوزراء، ويكون للمجمع مجلس أمناء برئاسة أمير منطقة المدينةالمنورة. «عكاظ» استطلعت رأي المختصين حول أهمية إنشاء المجمع، حيث أكد الباحث الأكاديمي المتخصص في علم المكتبات الدكتور عباس صالح طاشكندي، أن المجمع حماية للتراث المخطوط والمكتبات الوقفية من الإهمال الذي حصل له في فترات سابقة (لا مجال لذكرها في هذه العجالة). وأضاف طاشكندي«أن المدينةالمنورة عبر التاريخ القديم منبع أساس للمكتبات الوقفية في العالم الإسلامي منذ العهد النبوي والخلفاء الراشدين». موضحا أن المكتبات الوقفية بدأت بوقف بعض الكتب ثم مجموعات منها إلى أن أصبحت مكتبات وقفية في العالم الإسلامي في كل العصور حتى عهد الدولة السعودية، مبينا أن هذه الظاهرة نمت وصار بعض الشخصيات يوقفون مكتباتهم فعرفت ب«المكتبات الوقفية»، ثم تحولت في عهد الملك فيصل بفكرة من حسن كتبي لتجميعها تحت مظلة مكتبة الملك عبدالعزيز. وأوضح أن الإهمال طال المكتبات الوقفية وأسيء لها كثيرا وعملت بعض الدراسات والأبحاث حول ذلك إلى أن جاءت الفكرة لإنشاء مجمع للمكتبات الوقفية ليجمع ما تبقى من مكتبات وقفية، وعرض المشروع على مجلس الوزراء الذي وافق مشكورا على إنشائه، ولا نستغرب ذلك من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، المثقف المهتم بالتاريخ والتراث العلمي. من جانبه، أكد الوكيل المساعد للخدمات بأمانة المدينةالمنورة المهندس يحيى سيف أن إنشاء مجمع يختص بالمكتبات الوقفية أمر مهم، مبينا أن المكتبات الوقفية واحدة من صور الوقف قديما وهناك تطبيقات قائمة في نفس المجال. ورأى سيف عدم دمج المكتبات الوقفية في مجمع الملك عبدالعزيز بعد إنشائه لتبقى محتفظة بهويتها بل تدعم من قبل المجمع كمظلة عليا وهذا يعطي المكتبات الوقفية الموجودة قوة. وأضاف:«الخطأ إن دمجت كل المكتبات الوقفية مما يعطل تاريخها». وأشار إلى أن مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية وبحكم أن يرتبط ارتباطا مباشرا برئيس مجلس الوزراء ويرأس مجلس أمنائه أمير منطقة المدينةالمنورة، فسيكون له قوة وصلاحيات كبرى، ولذا لا بد من اختيار الكفاءات ذات الخبرة والمعاصرة في تشكيله الإداري، واستخدام التقنيات الحديثة في أعماله. وأوضح أن كثيرا من العائلات لديها مخطوطات وكتب قديمة ما زالت محتفظة بها، ولا تمنحها لأي جهة أو مكتبة خوفا أن تبقى حبيسة الأدراج لا يستفيد منها الباحثون، فدور المجمع التواصل مع تلك الأسر للحصول على تلك المخطوطات ليستفيد منها الباحثون ومن أراد الاطلاع، وبذلك يستفيد منها الجميع.