نوع جديد من برامج الكاميرا الخفية أطل برأسه هذا العام من نافذ قناة MBC، استأثر وفقا لنسب المشاهدة وردود الفعل على وسائل الإعلام الجديد بالحضور الأبرز على الشاشات على مستوى هذه النوعية من البرامج، وخرج بها بقوة من قمقم الرتابة والتهريج والاستفزازات الهزيلة إلى التجارب الاجتماعية الحية التي تعكس واقعا معاشا وتقيس ردة فعل الشارع العربي إزاء قضايا قد تحدث بشكل يومي في مجتمعاتنا دون أن نلقي لها بالا. أشعل برنامج الصدمة مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل الناس من عدة دول عربية بعد أن قدمها بقالب مختلف ومميز، وكان على اسمه «صدمة»، أبرزت شريحة واسعة من العرب الرافضين للإساءات والسلوكيات الحمقاء، وصلت ببعضهم للخروج عن النص إلى الضرب بالأيدي أو التعبير بالبكاء أو حتى اللجوء للجهات الرسمية. ناقش البرنامج في حلقاته الماضية العديد من القضايا الجوهرية، مثل عقوق الوالدين، تعنيف الأبناء والزوجات، السخرية من الخلق، الغلاء والحاجة، التحرش، والطائفية، ولمع بقوة من خلال استفزاز عواطف الناس وتبيان موقفهم الرافض لكل سلوك يشذ عن فطرة الإنسان وينال من كرامته، واعتمد في تقديمه على النجوم الشباب في السوشال ميديا والوجوه الجديدة في الجانب التمثيلي في إطار مشوق هادف أشرف على إخراجه أوس الشرقي. يمكن القول إن هذا البرنامج يشكل النقلة النوعية التي يحتاجها الشارع العربي إعلاميا، للكشف عن الوجه الحقيقي للمجتمعات العربية التي ترتكز على إنسانية عظيمة وتعاليم دينية قيمة أسهمت في الارتقاء بهذه البرامج التي ظلت لسنوات أسيرة للتهريج والطرح الهزيل.