قبل أذان المغرب بدقائق، يطغى نشاط ملحوظ على حركة الحرم النبوي، إذ يعمد شبان على مد سفر الطعام في كل زوايا المسجد النبوي، وسط تنافس محموم بين فاعلي الخير لتفطير زائري المدنية المنورة، حتى باتت العادة أحد أهم ملامح التاريخ المدني. وتعد السفر الرمضانية إرثا تاريخيا لأهل طيبة داخل وخارج المسجد النبوي الشريف، في مشهد يمثل التسابق الحميم بين سكان المدينة، فيما يمضي فائز الأحمدي لترتيب سفرته التي بلغت رمضانها ال50 في باحات الحرم النبوي الخارجية، ويقول إن أهالي المدينة اعتادوا على تفطير الزائرين في رمضان، «والتنسيق في وقت مبكر لحجز أماكن السفر الرمضانية والاتفاق مع عدد من المتعهدين في توفير جميع متطلبات السفر التي تحتوي غالبا على الرطب والشريك واللبن والدقة والقهوة والشاي ويتم تقديم الأرز واللحم والفواكه بأنواعها في السفر خارج المسجد النبوي الشريف وسط أجواء رمضانية روحانية». وأكد الأحمدي متابعة وإشراف العاملين في وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف والعديد من موظفي القطاعات الأمنية والخدمية لتوفير الراحة للزائرين والمعتمرين لتناول إفطارهم في المسجد النبوي الشريف، مشيرا إلى أنها تتنوع في تبعيتها بين موائد خاصة تقوم عليها بعض الأسر والتجار والوجهاء وجمعيات خيرية. من جهته، أوضح مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام بوكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي عبدالواحد الحطاب أن عدد الوجبات التي تقدم يوميا في ساحات المسجد النبوي أكثر من 100 ألف وجبة تقريبا وبضوابط واشتراطات يلتزم بها أصحاب السفر الرمضانية، مبينا أن تقديم الوجبات يكون في أطباق مناسبة تتوفر فيها كافة الشروط الصحية، وأن يرتدي مقدمو الوجبات القفازات اليدوية خلال تجهيز الوجبات وتقديمها والاكتفاء بما يقدم على السفرة.