الموقف السلبي للأمانة العامة للأمم المتحدة تجاه التحالف العربي في اليمن، ومن ثم تداركها الوضع لاحقا، يؤكد أنها تتخبط، وأنها تلعب دورا كبيرا في التدهور الحاصل في اليمن، منذ أن سلمت ملفه لمبعوثها السابق جمال بن عمر، فهي تجاهلت جرائم ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، ووجهت سهام نقدها للجهة التي ضحت بأبنائها وأموالها وجهدها من أجل إنقاذ الشعب اليمني من الظلم الواقع عليه. ولم يكتف الانقلابيون بممارسة إبادة جماعية لأبناء اليمن، خصوصا في تعز، بل يصرون على الزج بالكثير من مناصريهم إلى الحرب، وهو أمر كارثي، فمنذ أن اجتاحت الميليشيا العاصمة صنعاء في ال21 من سبتمبر 2014، وسيطرت على مؤسسات الدولة، لم نسمع عن افتتاح مشروع له جدوى وفائد على الذين اكتووا بنار الحرب، بل كل ما نسمع عنه تدشين مشاريع الموت والدمار، بافتتاحها لعدد من المقابر لمقاتليها الذين ساقتهم إلى الحرب دون اكتراث لحياة أحد منهم. ويدل ذلك على عنادهم في تدمير الشعب وزيادة معاناة الناس، ولم يكتفوا بذلك، بل لايزالون مستمرين على نهجهم القائم على الجهل والعنف وغياب الضمير الإنساني والأخلاق المستمد من قم الإيرانية. وافتتاح قيادات الميليشيا لمقابر في صنعاء وغيرها من المحافظات، أمر مزعج، خصوصا أنها تفتتح أمام عدسات الكاميرات، وهو أمر عبثي، تؤديه قنواتهم الإعلامية التي تكرس هذه الأفعال. وأولى الحوثيون ومعهم المخلوع افتتاح المقابر أهمية كبيرة، بدلا من بناء مدرسة أو كلية أو مستشفى، أو افتتاح طريق، وتأسيس شبكة كهرباء، أو مشروع مياه. تلك الميليشيا عاثت في الأرض فسادا، ولم تكتف بتهجير الأسر من مساكنهم بل دمرت المنازل، ودور العبادة وقتلت الأطفال والشيوخ والنساء، فكيف لها أن تسعى لإقامة مشروع خدمي بدلا من افتتاح مقبرة؟ ويعول اليمنيون كثيرا على رجال التحالف العربي في إنهاء حالة التمرد وتخليص اليمن من السرطان الخبيث، ولن يكون ذلك إلا بدعم اليمنيين الشرفاء بعيدا عن الأممالمتحدة ودورها المشبوه في اليمن. عواد سعيد الراجحي - صيدلي يمني