قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في ثمانية أشهر أمس (الأربعاء) مواصلة الصعود للجلسة الثالثة على التوالي مدعومة باستمرار تعثر الإمدادات من نيجيريا وبيانات قوية للطلب الصيني على الخام. وأظهرت بيانات القطاع أيضا تراجعا أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية أمس الأول مما يشير إلى انحسار تخمة المعروض، في حين تعززت الأسعار أيضا بفعل تراجع الدولار الذي سجل أدنى مستوياته أمام سلة عملات اليوم. وقال محلل السلع الأولية في كومرتس بنك كارستن فريتش: «معنويات السوق إيجابية والاتجاه العام والزخم يشيران إلى مزيد من المكاسب». وفي الساعة 0835 بتوقيت غرينتش ارتفع سعر العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت إلى أعلى مستوى منذ 12 أكتوبر، إذ زاد 32 سنتا إلى 51.76 دولار للبرميل. وفي وقت سابق لامس 51.83 دولار. وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي 20 سنتا إلى 50.56 دولار للبرميل بعد أن بلغت 50.67 دولار في وقت سابق، وهو أيضا أعلى مستوى في ثمانية أشهر. وأدت سلسلة هجمات شنتها جماعة منتقمي دلتا النيجر في نيجيريا إلى تراجع إنتاج البلد المصدر للنفط إلى أدنى مستوياته في 20 عاما. وقال وزير النفط إيمانويل إيبي كاتشيكو إن الإنتاج تراجع إلى ما بين 1.5 و1.6 مليون برميل يوميا من 2.2 مليون برميل يوميا في مطلع العام. في غضون ذلك أظهرت بيانات التجارة الصينية أمس أن واردات النفط الخام في مايو سجلت أكبر قفزة سنوية في أكثر من ست سنوات، ما عزز الآمال باستقرار اقتصاد ثاني أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم. من جانب آخر، ارتفعت واردات الصين من النفط الخام 38.7 % في مايو مقارنة بمستواها قبل عام، في أكبر قفزة خلال أكثر من ستة أعوام، لتصل إلى 7.59 مليون برميل يوميا، إذ زادت المصافي المستقلة حجم الإنتاج واستمرت عملية تكوين المخزونات بالقوة نفسها. وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك أمس (الأربعاء) أن الصين استوردت 32.24 مليون طن من النفط الخام في مايو بانخفاض 4.2 % عن أبريل. وقال المحلل في انرجي اسبكتس للاستشارات فيرندرا تشوهان: «النمو على أساس سنوي ضخم، إذ بلغ 2.125 مليون برميل يوميا مقارنة بقاعدة شديدة الانخفاض في مايو 2015، وذلك نتيجة الطلب من المصافي المستقلة ومخزونات النفط الخام». وأصبحت المصافي المستقلة مساهما رئيسيا في واردات الصين الكلية من النفط الخام بعد حصولها على تراخيص استيراد في العام الماضي، لكن عودة أسعار النفط للارتفاع مجددا ستلتهم على ما يبدو هوامش ربح هذه المصافي من تكرير النفط.