بعد أقل من ساعة على المؤتمر الصحفي الذي عقده مندوب المملكة لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله المعلمي، وطالب فيه الأمين العام بتصحيح المعلومات الواردة في التقرير الفضيحة الذي أصدره واتهم فيه دول التحالف والمملكة على وجه الخصوص بصفتها قائدة التحالف بانتهاك حقوق الأطفال والمدنيين خلال النزاعات والحروب، رضخت المنظمة وأمينها للحقيقة وحذفت التحالف من القائمة السوداء، ومن ذلك يمكننا استنتاج عدد من النقاط المهمة ومنها على سبيل المثال لا الحصر: دبلوماسية المبادرات هي التي تأتي أكلها وليس دبلوماسية ردود الأفعال أو الرهان على الوقت أو التظلم والشكوى للعالم انتظارا لإنصافه. لقد بادرت الدبلوماسية السعودية إلى تحريك واستخدام أدواتها فور صدور التقرير ولم تنتظر من الآخرين فزعتهم لنصرتها. هذا التحرك السريع هو الذي نريده في كل القضايا التي تهمنا والتي نكون طرفا فيها لأن الانتظار ليس خيارا جيدا في هذه المرحلة المليئة بالمفاجآت. وإضافة إلى سرعة المبادرة بتفنيد التقرير فقد كان لدينا من يعول عليه في التصدي للقضية، وهنا لسنا في مقام المجاملات بل تسجيل الحقيقة، فسفيرنا في الأممالمتحدة عبدالله المعلمي استطاع سبر أغوار المنظمة وبما له من وعي وحنكة وحضور ومعرفة وعلاقات وقدرة على الإقناع استطاع النجاح في أكثر من قضية، من أبرزها القرار الأممي 2216 بخصوص أزمة اليمن، وهنا نود التأكيد على ضرورة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، فليس كل السفراء دبلوماسيين مما قد يؤثر على بعض قضايانا وعلاقاتنا أو قد يجعلنا نخسر قضايا عادلة أو لا نستطيع تصحيح مواقف سلبية تجاهنا. لقد استطاعت مبادرة الدبلوماسية السعودية في إزالة ورقة التوت عما يحدث من مهازل في ذلك المبنى النيويوركي الضخم، كما أثبتت مواقف عديدة سابقة أن فترة السيد بان كي مون هي من أسوأ فترات المنظمة نتيجة ضعفه وخواره وارتباك شخصيته وانقياده لأجندات السياسة بصورة فاضحة لم يفعلها أحد قبله.