واصل حلف الحوثي - صالح المتمرد النزف وتواصلت خسائره العسكرية والسياسية، بعد خروج ثلاث أولية من الجيش اليمني عن طاعته. واعتبرت قوات تحالف «عاصفة الحزم» عودة الألوية 123 و127 و137 إلى معسكر الشرعية أمس، «مؤشراً لفهم القيادات المنشقة لموقف المجتمع الدولي من اليمن»، ليصبح عدد الألوية المنشقة عن الحلف المتمرد 6 ألوية خلال 24 ساعة. في الوقت الذي حققت فيه السعودية نصراً ديبلوماسياً، بعدما فرضت حصاراً سياسياً وعسكرياً على ميليشيات الحوثي يحمل توقيع مجلس الأمن الدولي. وأعلنت قوات تحالف «عاصفة الحزم» استهدافها مجموعة من طائرات يمنية حركها الحوثيون أمس، كما قصفت ناقلات محملة دبابات كانت متجهة إلى عدن، مؤكدة أن عمليات التحالف ركزت على صعدة بشكل أكبر، في حين استهدفت تجمعات ومخازن أسلحة في كل من صنعاء والحديدة وإب وعدن والبيضاء. وحمّلت قيادة التحالف، على لسان المتحدث باسمها، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد عسيري، الميليشيات المتمردة مسؤولية تدمير آليات الجيش اليمني، مؤكدة أنها تعاني من «فقد التركيز والعشوائية في عملياتها العسكرية». وفي عدن، استطاعت عملية إسقاط لوجستية عسكرية نفذتها قوات التحالف، تعزيز موقف المقاومة اليمنية في المدينة التي تعيش - بحسب العميد عسيري - قتالاً مستمراً «بين كر وفر». وكشف المتحدث الرسمي باسم التحالف عن استهداف صواريخ «سام» تم تحريكها، واصفاً الخيارات المتاحة أمام الميليشيات ب«الخيارات الضيقة». وأوضح أن القوات البرية استهدفت تجمعات حوثية على الحدود السعودية - اليمنية، وأنها ترصد تحركات شبه يومية مركزة في قطاع نجران، مشيراً إلى تنفيذ القوات السعودية عملية نوعية في «المنارة»، وأنها قضت على العناصر التي كانت تستهدف المنطقة بين حين وآخر. لكنه لم ينف وجود مناوشات بقذائف الهاون. وبخصوص السفن الإيرانية التي اتجهت نحو خليج عدن، أكد العميد عسيري أنه لم يتم رصد أي تحركات في المياه الإقليمية اليمنية، «لكننا لن نسمح لكائن من كان أن يحاول دخولها أو إمداد الحوثيين»، مشدداً على أن القوات الجوية حاضرة لتدمير أية محاولة. وفي شأن وجود سفن محملة بالمساعدات لا تتمكن من الدخول إلى اليمن، نفى المتحدث باسم قوات التحالف وجود «سفن عالقة»، وقال: «لا توجد سفن في قائمة الانتظار، وهناك إجراءات متبعة في حال الحظر البحري، إذ تمنح السفينة تصريحاً بعد الزيارة والتفتيش واالتأكد من عدم وجود مواد مخالفة عليها». ووسط عاصفة الديبلوماسية السعودية - العربية التي آتت ثمارها أول من أمس في مجلس الأمن، أكد المندوب الدائم للسعودية لدى منظمة الأممالمتحدة السفير عبدالله المعلمي أن القرار يمثل إقراراً ضمنياً من المجتمع الدولي بتأييد موقف السعودية ودول التحالف في «عاصفة الحزم»، وتأييداً للعملية العسكرية التي تقوم بها لنصرة الشعب اليمني، واستجابة لنداء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالب بتقديم تقرير خلال 10 أيام عن مدى التزام الأطراف المختلفة بهذا القرار، بحسب المعلمي، الذي قال: «إن المجلس ألزم نفسه، بموجب هذا القرار، باتخاذ إجراءات إضافية إذا احتاج الأمر». وأضاف أن القرار ألزم أيضاً بان كي مون بتكثيف جهوده لمساعدة الأطراف في استئناف الحوار، «وهناك خطوات عملية على الصعيد الديبلوماسي طالب بها القرار، وينتظر تنفيذها في الأيام القليلة المقبلة». وفي واشنطن، شدد سفير السعودية لدى واشنطن عادل الجبير على أنه «لا علاقة لإيران بالحوار في اليمن»، مشيراً إلى أن أية محاولة لإمداد الحوثيين بالأسلحة ستكون مخالفة لقرار مجلس الأمن. وكشف الجبير، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في واشنطن، عن أن جماعة الحوثي نقضت أكثر من 60 اتفاقاً خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مؤكداً أن إيران حاولت إمداد الميليشيات الحوثية بالسلاح خلال الفترة السابقة. وأكد أن السعودية ليس لها طموحات إقليمية، بل تسعى لاستقرار اليمن، مؤكداً أن استخدام القوة كان الملاذ الأخير بعد استنفاد الحلول السياسية، مضيفاً أن قرار مجلس الأمن يسمح بإعادة الاستقرار إلى اليمن.