أعلنت المحكمة العليا في المملكة أن اليوم (الاثنين) هو أول أيام شهر رمضان، فيما أعلنت دول عربية وإسلامية أن اليوم يصادف غرة الشهر الفضيل. وأعلنت جمعية آفاق لعلوم الفلك في وقت مبكر من أمس (الأحد) أن اليوم (الإثنين) هو أول أيام شهر رمضان المبارك فلكيا يفصل بينه وبين الشمس سبع درجات. وأوضح رئيس الجمعية الدكتور شرف السفياني ل «عكاظ» أن الاقتران الفلكي حدث لهلال رمضان لهذا العام أمس الساعة 06:01 ص، وغربت الشمس في 07:01 م، ويغرب الهلال الساعة 07:23 م بتوقيت السعودية، ويمكث في أفق مكةالمكرمة الغربي 22 دقيقة بعد الغروب. وقال: إن أكبر فترة مكث للهلال في الأفق بعد غروب الشمس في جنوب أفريقيا مدينة كيب تاون، إذ يمكث 42 دقيقة وهي فترة كافية لرؤية الهلال بالعين المجردة في حال صفاء الجو. وأما موقع الهلال فيقع جنوب الشمس وقرناه نحو الجنوب ويسمى هلالا جنوبيا، وأما زاوية الاستطالة بين مركز القمر والشمس فهي سبع درجات ونصف الدرجة، ويكون حينها عمر الهلال حوالي 13 ساعة وإضاءة سطحه 0.45 % من إضاءة القمر البدر، ومن خلال هذه الحسابات الفلكية القطعية نجد أن الشرطين الأساسيين لدخول الشهر الجديد «رمضان» تحققا وهما أولاً: ولادة الهلال قبل غروب شمس يوم التاسع والعشرين من شعبان، ثانياً: غروب الهلال بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، وبهذا يكون اليوم الإثنين فلكياً هو أول أيام شهر رمضان المبارك لهذا العام 1437. ولا يكاد يتوقف المختصون الشرعيون والآخرون في علم الفلك، عن الخلاف الواقع بينهما تجاه تحديد آلية تعمل على تعيين موعد دخول شهر رمضان المبارك، ففي السعودية تعتمد الجهات المعنية على رائي الهلال والشهود الذين يتم تسجيل شهادتهم في المحاكم الشرعية، لكن الفلكيين يعتقدون بأن حساباتهم أكثر رشدا ودقة مما يتكل عليه المختصون في العلم الشرعي، ومن هنا يبدأ الجدل بين الطرفين ليتحول إلى جدل من نوع أزلي. ومن جامعة الملك عبدالعزيز في محافظة جدة، يقول الأستاذ المشارك في قسم العلوم الفلكية عدنان جوهرجي ل «عكاظ» إنه «من الممكن وبشكل واضح رؤية الهلال عبر التلسكوبات، وذلك إذا غربت الشمس ولايزال الهلال موجودا، إلا أن ذلك يعتمد على الوقت ما بين غروب الشمس وغروب القمر، «فإذا كانت نحو 10 دقائق فمن السهل مشاهدته بالتلسكوب، وكذلك يكون من السهل مشاهدته بالعين المجردة إذا بقي أكثر من 20 دقيقة». ويوضح جوهرجي أن المراصد التي بلغ عددها في السعودية نحو 7 مراصد بمختلف مدن المملكة، ستعمل على تسهيل رصد الهلال، وذلك في حال كانت الأجواء صافية وبحالة جيدة، مشيرا إلى عدم وجود تقنية أخرى تمكن المهتمين من مشاهدة الهلال باستثناء التلسكوب، وذلك بالاستعانة بالحسابات الفلكية التي من خلالها يتم تحديد الموقع والزمان ويتم فيها تجهيز التلسكوب. ونوه إلى أن المناطق في السعودية تختلف فيها إمكانية رصد الهلال، إذ أنه من الطبيعي ظهوره في مدن وأخرى لا يظهر بها. وعلق جوهرجي حول الخلاف الدائم الواقع بين الفلكيين والشرعيين في مسألة آلية تحديد ظهور هلال رمضان قائلا: «في بعض الأحيان يتم تحديد موعد ظهور الهلال بالحسابات الفلكية وتكون هناك صعوبة في مشاهدته، ومن منطقة لأخرى أيضا تختلف مدة الرؤية، وهذا قد يحجب مشاهدته». بدوره، أفاد عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق عبر حسابه بتويتر بأنه توجد أركان وشروط علمية للرؤية، وهي أن يقترن القمر بالشمس قبل المغيب، وأن يمكث القمر على الأفق بعد المغيب، لافتا إلى أن شروط الرؤية تكمن في صفاء الجو، وأن يكون البعد الزاوي بين الشمس والقمر لا يقل عن سبع درجات، وأن يكون بعد القمر عن الأفق الأقرب لا يقل عن خمس درجات. وبعيدا عن الاختلاف الشرعي والفلكي، وعن العاصمة الرياض بنحو 180 كيلو متر شمالا، يعيش القاطنون في محافظة سدير التي ينتظر منها الكثير من السعوديين خروج العلم اليقين برؤية هلال الشهر الكريم، وذلك لشهرتها بأنها أحد أميز المواقع الجغرافية التي تتمتع بصفاء في الأجواء والمرتفعات، كما أنها إحدى المناطق التي كثر فيها من شهد برؤية الهلال. وكانت جمعية آفاق لعلوم الفضاء والمركز العلمي تحرت هلال شهر رمضان المبارك في أحد المواقع المختارة وهو ما يسمى بدكة الحلواني في أعالي جبال الهدا المطلة على مكةالمكرمة والسهول الغربية، إذ تمكث 21 دقيقة فقط بعد الغروب، وذلك بحضور عدد من المهتمين ومنهم رئيس النادي الأهلي مساعد الزويهري، ومحمد الغريبي، والدكتور منصور بن عبدالرحمن الغامدي أستاذ الفقه وأصوله بجامعة الملك عبدالعزيز، وخميس الزهراني.