سعود .. مازن .. طارق .. وأنا فارس كنا في مطعم «la petit maison» في دبي.. كان هناك شخص بحجم «بلد طيب» يجلس على طاولة في الجوار، وبعد زحام المراحل والدفاع عن حق البلاد، وبعد ركض من عقود مجيدة في محافل المفاوضات والتبكير للعمل الجاد.. وكان بعد كل هذا الانتصار الوطني، يأتي مخفورا بأسرته فقط، ولا توجد صحافة تتنافس على صوته كما اعتاد في أروقة «أوبك» أو في صباحات ڤيينا المبكرة، هكذا تخلص من كل التزامات المراحل وعواصف الذهب الأسود. كان يرتاح قليلا، وكأنه يعود إلى الملاذ الأخير «الأسرة». مرر القلب فخره به، بل كل قلب كان في المكان ويؤمن بهذا الثروة الكبرى في تاريخنا الوطني. ابتكر سعود تحية على «كيكة» حملت «شكرا معالي المهندس علي»، ومررها إلى طاولته، فنال هذا الاعتزاز به من قلبه. لم يكن في وسعنا أن نأخذه بالأكتاف واحدا واحدا، فهو تخلص من حصار الأسئلة والمصافحات طيلة عقود صارمة لأجل الوطن.. وعندما غادر المطعم وقفنا، وأوقفنا معنا المطعم، نثير التحية لهذا الرجل، الذي بمقام الشرف، جعل وطنه الأول دائما. كان يتلفت بابتسامة كزارع ورد، وعيناه في جلال الممتن لمن يتذكره الجميع ليس داخل الوطن وحسب بل وخارجه. الجميع وقف ينصاع لنداء القلب وتقديم العرفان لمعالي الوزير المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، وراح المكان يعلو بتصفيق حار أمام الرجل. كان يوما جميلا وصادقا معي ومع رفاقي. السبت 4 يونيو 2016