بينما انشغل الجميع بالطفرة الاقتصادية الرائعة التي تنتظر السعودية الجديدة في ظل «رؤية المملكة «2030»، ظللت مشدودا طول الوقت بسؤال عميق طرحه الأمير محمد بن سلمان خلال حواره اللافت على قناة العربية، حين قال: «هل يعقل أن قبلة المسلمين لا يوجد فيها متحف إسلامي؟» كان سؤالا وجيها، فالمملكة التي تهوي إليها الأفئدة ويحلم أكثر من مليار ونصف مسلم في العالم بزيارتها سنويا لتأدية مناسك الحج أوالعمرة والصلاة في المسجد النبوي تستحق أن تكون في مكانة أفضل بكثير مما هي عليه الآن سياحيا. حملت الرؤية الوطنية للتحول الوطني هدفا رئيسيا بتحول زوار المملكة من 9 ملايين إلى 30 مليونا، وتفعيل القطاع السياحي الذي يمكن أن يكون المصدر الثاني للدخل الوطني بعد النفط، في ظل الإمكانات الاستثنائية التي تتمتع بها المملكة والتي لا يمكن أن تتوافر في أي مكان بالعالم، من هنا يأتي افتتاح أكبر متحف إسلامي في العالم لجذب المعتمرين والزوار والحجاج، انسجاما مع رؤية الهيئة العامة للسياحة والآثار وتطلعها نحو العمرة المفتوحة، إضافة إلى إنشاء شركة قابضة للصناعات الحكومية واعتماد رؤية جديدة للطاقة تطبق على الجميع. كلمات ولي ولي العهد رؤية قوية لنهضة وطن من كل الاتجاهات وعلى جميع الأصعدة، ولم تغفل الجانب الترفيهي حتى يحافظ الوطن على أموال أبنائه بدلا من سفرهم سنويا إلى الخارج، بل تصبح الرؤية الجديدة هي استقطاب أموال الوافد والسائح، ولا يمكن أن يأتي ذلك إلا من خلاف فتح منافذ للترفيه النزيه من حيث إعادة فتح المسارح ودور العرض وإنشاء المتاحف، فعمقنا التاريخي لا يقتصر فقط في 1400 سنة بل لدينا عمق عربي متجذر لحضارات عربية عريقة، وجاء الوقت ليتم استثماره بالشكل الأمثل مع الرؤية الجديدة التي تحمل انطلاقة عملاقة لجزيرة العرب وهو ما أشار له الأمير في لقائه التاريخي. والسياحة التي قلنا مرات عدة أنها يمكن أن تكون الدجاجة التي تبيض ذهبا للمملكة باتت قريبة من الدخول في منعطف جديد يكشف عن كنوزها ويستخرج اللألئ والمرجان من باطنها، وهذا القطاع وحده قادر أن يدر أكثر من 100 مليار ريال سنويا كمورد أساسي للدخل الوطني، وقدوم أكثر من 30 مليون زائر للسعودية في السنوات المقبلة أمر ليس صعبا، لو غيرنا فقط من مفاهيمنا في التعامل مع هذا المورد. عبدالقادر بن عبود باعشن