تعيش العاصمة العراقيةبغداد تحت الضغط تخوفا من تكرار اختراق المتظاهرين للمنطقة الخضراء، إذ أغلقت القوات الأمنية أغلب الطرق والجسور الرئيسية في المدينة وانتشرت قوات الرد السريع ومكافحة الشغب قرب المنطقة الخضراء تحسبا لخروج مظاهرات لمحتجين مطالبين بمكافحة «الفساد». وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن السلطات أغلقت «ساحات هرمانة والخلاني والطيران والأندلس والتحرير والطرق المؤدية إليها». وأضاف المصدر أن «قوات الرد السريع ومكافحة الشغب انتشرت في محيط المنطقة الخضراء». وينظم محتجون، غالبيتهم من أتباع مقتدى الصدر، تظاهرات منذ أشهر للمطالبة بإجراء تعديل وزاري ومحاربة ما يصفونه ب «الفساد». واقتحم المتظاهرون الأسبوع الماضي المنطقة الخضراء، التي يوجد بها معظم المؤسسات المهمة. وكان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي قد اتهم «جماعات معينة» بالتخطيط ل «تصعيد خطير». كما دعا العبادي الخميس إلى تأجيل المظاهرات لمساعدة قوات الأمن على التركيز على معركة استعادة الفلوجة. وقال البيان الذي تداولته وسائل الإعلام العراقية إن «التقارير الاستخبارية بينت أن جماعات معينة تنوي الجمعة المقبلة القيام بتصعيد خطير والبلاد في حالة حرب». ويحتشد الآلاف من الجيش وقوات من الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر حول مدينة الفلوجة، في إطار العمليات العسكرية الرامية إلى استعادة السيطرة على معقل تنظيم «داعش». على الصعيد الميداني نزحت عشرات العائلات من مدينة الفلوجة بسبب المواجهات والقصف الناجم عن العملية العسكرية التي يشنها الجيش والميليشيات العاملة معه من أجل استعادتها من سيطرة تنظيم داعش بينما لم تستطع منظمات الإغاثة إيصال المساعدات لغياب الممرات الآمنة. وقالت مصادر عسكرية إن أكثر من خمسمائة نازح تمكنوا من مغادرة الفلوجة، بينما تقول مصادر أممية إن 800 شخص من المحاصرين بالفلوجة تمكنوا من مغادرتها بشكل آمن. وقال بيان لمنسقة البعثة الأممية للشؤون الإنسانية في العراق إن الأممالمتحدة وباقي منظمات الإغاثة غير قادرة على إيصال المساعدات إلى الفلوجة بسبب عدم وجود ممرات آمنة. كما جددت الأممالمتحدة نداءها إلى جميع الأطراف المتحاربة في العراق بضرورة بذل كل الجهود الممكنة لحماية المدنيين في مدينة الفلوجة والحفاظ على البنية التحتية للمدينة وفقا لمبادئ القانون الدولي، وحذرت من المخاطر المحدقة بعشرات آلاف المحاصرين بالمدينة.