فيما دعا رئيس الوزراء العراقي إلى وقف الاحتجاجات في بغداد للتركيز على قتال «داعش» في الفلوجة؛ نقلت جماعة إغاثة نرويجية عن لاجئين من المدينة رواياتٍ عن حالات ماتت جوعاً. واستعادت قوات الأمن مدعومةً بميليشيا الحشد الشعبي بلدة الكرمة القريبة من الفلوجة (65 كيلومتراً غربي العاصمة). وتقع البلدة على بعد حوالي 16 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من المدينة التي أطلقت الحكومة الإثنين حملة استعادتِها. وحثَّ رئيس الوزراء، حيدر العبادي، على إنهاء المظاهرات ضد حكومته. واعتبر، في تصريحٍ أمس، أن على قوات الأمن التفرغ للقتال الذي بدأ الإثنين. وخاطب المتظاهرين قائلاً «ندعو شبابنا الأعزَّاء إلى تأجيل تظاهراتهم لحين تحرير الفلوجة؛ لأن قواتنا منشغلة بعمليات التحرير، وإن هذه المعركة تتطلب جهداً كبيراً». ووصف العيادي التظاهرات ب «حق» للشباب، لكنه قال إنها «تشكِّل ضغطاً على قواتنا لتوفير الحماية اللازمة». واقتحم المتظاهرون المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة للمرة الثانية خلال أقل من شهر؛ مطالبين بإصلاحاتٍ ضد الكسب غير المشروع وبحمايةٍ أفضل للمواطنين ضد التفجيرات الانتحارية ل «داعش». وفي الاقتحام الثاني في ال 20 من مايو الجاري؛ اتخذت الاحتجاجات منحى عنيفاً، واستخدم الأمن القوة لطرد المحتجين من «الخضراء» التي تضم البرلمان والمكاتب الحكومية والسفارات. وأحصت مصادر طبية حينها مقتل 4 متظاهرين وإصابة أكثر من 90 شخصاً. في حين سجلت الحكومة وفاة اثنين من قوات الأمن، ونفت استخدام الذخيرة الحية. وضم المحتجون مؤيدين لرجل الدين مقتدى الصدر، فضلا عن مناصرين لأحزاب أخرى مستاءة بدورها من البطء الرسمي في مكافحة الفساد المستشري وتحسين الأمن العام. ولم يدعُ الصدر حتى الآن إلى مزيدٍ من الاحتجاجات. في غضون ذلك؛ نقل المجلس النرويجي للاجئين عن المدنيين الذين تمكنوا من مغادرة الفلوجة المحاصرة رواياتٍ عن حالات ماتت جوعاً. ولاحظت المنسقة الإعلامية للمجلس، بيكي بكر عبدالله، أن السكان «إذا بقوا في الفلوجة يواجهون احتمال الموت جوعاً وإذا حاولوا الهرب يجازفون بقتلهم أثناء خروجهم». وكانت الفلوجة أول مدينة عراقية تسقط في أيدي التنظيم الإرهابي في يناير 2014، وهي تحت حصار محكم منذ نحو 6 أشهر. وأبلغت امرأة المجلس النرويجي بأن أسرتها اقتاتت على التمر المجفف وكانت تشرب من نهر الفرات قبل الهرب. ويقول المجلس إن هناك نحو 50 ألفاً محاصرون في مدينة تفتقر حالياً إلى مياه الشرب والكهرباء والوقود. وتمكنت نحو 40 أسرة من الفرار في الساعات ال 36 الأخيرة، وقال أفراد إحداها إنهم اختبأوا في أنبوب صرف.