يحتفل العالم ممثلا في كثير من المنظمات العالمية والدولية المهتمة بالمحافظة على البيئة وتنوعها الأحيائي يوم 22 مايو من كل عام باليوم العالمي للتنوع الأحيائي. وقد يعتقد البعض أن ذلك الاحتفال أمر من أمور الترف أو تقليد للغير، لكن ذلك في الحقيقة يأتي تأكيدا لأهمية رفع مستوى الاهتمام العلمي والمعرفي بالتنوع الأحيائي ومدى أهميته في توفير سبل ومتطلبات الحياة للإنسان لصحته ولغذائه ولمعيشته ولرفاهيته. والتنوع الأحيائي موجود في كل مكان في البر والبحر والجو، بل ويشمل الأحياء الدقيقة والنباتات والكائنات الحية بأنواعها الموجودة على الكرة الأرضية والتي تشكل العنصر الحيوي على الأرض بتفاعلاتها مع بعضها البعض. واستغل الإنسان منذ أن خلقه الله هذا التنوع في حياته وتطور ذلك الاستخدام بتطور أنشطة الحياة كافة وخصوصا في مجالات الزراعة والصناعة والطب وتطور ذلك بتحسين الجينات للأنواع الهامة بزيادة إنتاجها من خلال تطور الهندسة الوراثية بدرجة كبيرة. وكذلك استخلص الإنسان منذ القدم المواد الطبيعية في كثير من أنواع النباتات في معالجة الأمراض التي تصيبه. ويعد الإنسان عنصرا مهما في حفظ هذا التوازن من خلال الاستخدام المستدام لموارد الطبيعية ويحافظ على بقاء الأنواع وتنميتها لاستمرار التنوع الأحيائي بصورة سليمة ومزدهرة، فحري بنا نحن المسلمين أن نحافظ على هذا التوازن والذي نجده في تعاليم ديننا الحنيف، فقد أمرنا الله عز وجل بالمحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية وعدم الإفراط أو التفريط بها لأننا مستخلفون من أجل استخدامها وتنميتها وتطويرها من أجل منفعة البشرية جمعاء بأجيالها الحاضرة والمقبلة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ولقد حرصت حكومة خادم الحرمين الرشيدة وفقها الله على الحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية وفقا لتعاليم الشريعة الإسلامية ونظامها الأساسي للحكم الذي نص صراحة على أن «تعمل الدولة على المحافظة على البيئة وحمايتها وتطويرها ومنع التلوث عنها». لذلك يجب علينا في هذه البلاد المباركة الالتزام بالأنظمة والتشريعات الوطنية والدولية وأن نساهم جميعا في عودة التوازن البيئي للأنظمة البيئية المختلفة وتنوعها الأحيائي واستمرارها للأجيال القادمة، وأن نساهم أيضا في ترسيخ مفاهيم التوعية البيئية للحفاظ على تراثنا الفطري وتنوعه الأحيائي؛ لأن في ذلك مصلحة للوطن. * مساعد رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية للشؤون الفنية