كشف نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد الجفري، عن إبلاغهم أعضاء الكونغرس الأمريكي بتبعات سياسة غير محمودة ستؤدي إلى ضرر على الولاياتالمتحدةالأمريكية حال إجازتها مشروع قانون يسمح لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر بمقاضاة المملكة. وقال الجفري ل«عكاظ» إن هذا القانون سيعرض أمريكا للمساءلة والمحاسبة ورفع القضايا ضدها وسيكون سابقة في تاريخ العلاقات بين الدول وهو المساس بسيادة دولة وبمكانتها الدولية. وأضاف «أبلغنا الكونغرس بهذه التفاصيل، وأوضحنا لهم أن المملكة ليس لديها شك في نفسها، ولا يمكن أن تكون لديها تعاون وعلاقات اقتصادية وتجارية وثقافية مع أمريكا منذ 80 عاما وتعود لتدعم ما يضر بهذه العلاقة والمصالح». واعتبر الجفري أن زيارة وفد الشورى الحالية إلى أمريكا تهدف إلى زيادة أواصر التواصل مع أعضاء الكونغرس بشقيه (مجلس النواب ومجلس الشيوخ)، وزيادة التعاون بين المؤسستين التشريعيتين في ما يتعلق بأوجه التعاون بين البلدين في جميع القضايا التي تهم المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية، وإيضاح ما تقوم به السعودية من جهود في تحقيق الأمن والسلم الدوليين ومساهماتها ودعمها لمحاربة الإرهاب والتصدي للحركات المتطرفة، إضافة لجهودها في تمكين الشعب اليمني في إعادة الشرعية، ودعم السلام في اليمن. وأردف «شرحنا خلال الزيارة جهود المملكة ومواقفها الداعمة للسلام في سورية، ورؤيتها بأنه لن يتحقق إلا برحيل بشار الأسد، ودعم المعارضة المعتدلة، كما أوضحنا للكونغرس ما تقوم به المملكة ممثلة في مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، وأن جميع الأعمال الخيرية حاليا متركزة فيه ولا توجد تبرعات خيرية أو مشاركات إلا عبره بشكل رسمي، وبذلك أغلقت جميع القنوات التي كانت في الماضي يثار حولها بأنها ذات تأثير غير إيجابي». وأكد الجفري أنهم بينوا لزملائهم في مجلس الشيوخ الأمريكي والمؤسسات التي التقوها ما تقوم به المملكة من جهود قانونية وإدارية لمحاربة الإرهاب داخليا وما تحقق من قوانين وأنظمة صدرت بتجريم كل من يشارك خارج المملكة في أعمال قتالية أو الانضواء تحت مؤسسات إرهابية. وزاد «أوضحنا لهم ما قامت به السعودية لتكوين أكبر تحالف عسكري إسلامي في التاريخ الحديث لمحاربة الإرهاب، إذ لا يقوم التحالف بمواجهة الإرهاب من الناحية العسكرية فقط وإنما من الناحية الأمنية وتبادل المعلومات والناحية الفكرية والعقائدية، وله أهداف تتمثل في نشر الاعتدال والتعايش مع الآخر، وبينا لهم وجود غرفة مركزية في الرياض مهمتها التواصل والتنسيق بين هذه الدول، كما دعوناهم لأن يكون هناك تعاون وثيق بين المركز ودول التحالف ودول العالم الأخرى». ولفت إلى أن الزيارة تركز على إظهار الصورة الحقيقية لما تقوم به المملكة من جهود دولية وإيضاح بعض المفاهيم المغلوطة التي يتم تداولها أو يكون هناك عدم فهم لها في أروقة الكونغرس الأمريكي أو على مستوى المواطن الأمريكي العادي. وقال: «لمسنا منهم تفهما كبيرا لما تقوم به السعودية من جهود كبيرة لمحاربة الإرهاب». وأضاف «لا شك أنه توجد بعض المواضيع التي يتمنون أن يكون التواصل فيها أكبر على مستوى المواطن الأمريكي الذي لا يعلم عنها شيئا، كما أن بعض الإعلام الأمريكي يتداول بعض الأخبار غير موثوقة المصادر، خصوصا أثناء الانتخابات الرئاسية».