أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس (الجمعة) أن بلاده مستعدة لدراسة المشاركة في أي محادثات تجريها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لكنها لم تتلق أي اقتراح في هذا الشأن حتى الآن. فيما ارتفعت أسعار خام برنت أمس إلى 49.27 دولار للبرميل، وسط اضطرابات في نيجيريا وإعلان شركات للنفط الصخري إفلاسها في الولاياتالمتحدة وأزمة في فنزويلا، وهي جميعها عوامل ساهمت في الحد من الإمدادات. وقال نوفاك: «إن إنتاج النفط العالمي يفوق الطلب حاليا بنحو 1.5 مليون برميل يوميا، وأتوقع أن يتراوح متوسط سعر الخام بين 40-50 دولارا للبرميل هذا العام». وأضاف: «مجموعة النفط الحكومية زاروبزنفت تتطلع للاستثمار في بعض الأصول المملوكة لشركة بتروناس الحكومية الماليزية للنفط». غير أن بعض التجار أشاروا إلى أن المخزونات التي تملأ منشآت التخزين في العالم تحول دون حدوث نقص في إمدادات المعروض ومن ثم عدم ارتفاع الأسعار كثيرا. في حين هبط إنتاج الخام الأمريكي في أمريكا الشمالية إلى 8.79 مليون برميل يوميا، لينزل منذ ذروته التي تجاوز عندها 9.6 مليون برميل يوميا العام الماضي وسط موجة من إعلان الشركات المنتجة إفلاسها. وخفضت هجمات المتشددين إنتاج النفط في نيجيريا إلى أدنى مستوياته في أكثر من 22 عاما، لينزل عن 1.4 مليون برميل يوميا. وتضرر الإنتاج الليبي أيضا من الصراع الداخلي في البلاد. وتراجع الإنتاج في كندا بسبب حرائق الغابات التي أوقفت إنتاج نحو مليون برميل يوميا وإن كان الإنتاج يتعافى تدريجيا. وفي أمريكا الجنوبية يتعثر الإنتاج أيضا في فنزويلا عضو أوبك وسط شح السيولة الذي تواجهه شركة النفط الحكومية «بي.دي.في.إس.إيه» في ظل أزمة سياسية واقتصادية شديدة في البلاد. وأظهرت بيانات (أوبك) أن إنتاج النفط الخام في فنزويلا انخفض إلى نحو 2.53 مليون برميل يوميا في الربع الأول من 2016 مقارنة مع 2.72 مليون برميل يوميا في الربع نفسه من العام الماضي. وعلى صعيد الأسعار انخفضت أسعار النفط أمس مع إقبال المستثمرين على جني الأرباح عقب المكاسب التي تحققت في الآونة الأخيرة وتحول الأنظار من جديد إلى المخزونات العالمية المتزايدة، التي حدت من تأثير حالات تعطل غير متوقعة للإمدادات. ونزل سعر خام القياس العالمي مزيج برنت 23 سنتا إلى 48.58 دولار للبرميل. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 14 سنتا إلى 48.02 دولار للبرميل. وقال الخبير الاقتصادي لدى إيه.بي.إن أمرو في أمستردام هانز فان كليف: «على رغم حالات تعطل الإمداد ما زالت هناك تخمة في المعروض ووفرة في المخزونات. ربما حول المستثمرون تركيزهم». وقال بنك إيه.إن.زد: «إن حالات التعطل غير المتوقعة للإمدادات في أنحاء العالم - باستثناء انخفاض الإنتاج في الولاياتالمتحدة - أوقفت نحو 2.5 مليون برميل يوميا من الإنتاج لتبدد تقريبا فائض الإنتاج الذي هبط بالأسعار أكثر من 70% في الفترة بين 2014 وأوائل 2016».