بعد أن أعاد الأمر الملكي وزير «الشؤون الإسلامية» السابق الدكتور سليمان أبا الخيل لجامعة الإمام محمد بن سعود ليشغل المدير السادس فيها منذ إنشائها، أكد أمين اللجنة المكلفة بأعمال مجلس التعليم العالي الحالي ترشيح وزير التعليم لعدد من الأسماء لجهات عليا لاعتمادهم، بيد أن معلومات صدرت من داخل السلك الأكاديمي عزت وجود أكثر من 12 جامعة بلا مدير «معين» إلى انتظار اعتماد نظام التعليم الجديد، الذي تسربت أنباء عن شكله الجديد في محاولة الدفع نحو استقلال الجامعات عن الوزارة. وفي ظاهرة تبدو الأولى من نوعها، يسير أعمال 12 جامعة مديرون مكلفون. وترى مصادر من داخل جامعة القصيم أن التكليف يأتي من وزير التعليم لتسيير شؤون الجامعات وبصلاحيات المديرين المعينين من الجهات العليا، وقالت المصادر إنه «لا يوجد بالنظام مدة محددة لعمل المدير المكلف بعد انتهاء مدة المدير المعين. ويملك المدير المكلف وفقا للنظام كافة الصلاحيات المخولة لمدير الجامعة». وكشف الأمين العام للجنة الموقتة المكلفة بأعمال مجلس التعليم العالي الدكتور محمد بن عبدالعزيز الصالح ل«عكاظ» عن ترشيح وزير التعليم أحمد العيسى لمديري جامعات جدد، وأن «الأمر في طور اتخاذ الإجراء». وأوضح الصالح أن مشروع النظام الجامعي الذي سيصدر قريبا «حرصوا فيه على حفظ حقوق مديري الجامعات المعنوي والمالي، كونهم يتولون مهمة ضخمة ويديرون مؤسسات فكر يدرس فيها آلاف الطلاب والطالبات، ويديرون مؤسسات فيها موازنات مالية بالمليارات». وأضاف: «حرصنا في النظام الجديد باختيار مديري الجامعات اختيار الأكثر كفاءة وهو أمر مهم والنظام سيأخذ مجراه للجهات العليا، بانتظار صدوره». ويعد الدكتور عبدالله الموسى أقدم مديري الجامعات السعودية بالتكليف، إذ يدير الجامعة السعودية الإلكترونية، بعد تكليفه عام 1433، ويليه بعامين مدير جامعة جازان الدكتور محمد ربيع، أما في العام الهجري الماضي، فقد تم تكليف خمسة أساتذة جامعيين لإدارة خمس جامعات؛ الدكتور عبدالرحمن اليوبي لجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة شمال جدة، الدكتور عبدالله الربيش لإدارة جامعة حفر الباطن، الدكتور مهدي القرني لجامعة بيشة، الدكتور عبدالله محمد الزهراني لجامعة الباحة، والدكتور عبدالله المقرن لإدارة جامعة شقراء. أما في العام الجاري، فقد كلف الدكتور إبراهيم العبيد مديرا للجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، إضافة لتكليف الدكتور طلال المالكي لإدارة جامعة الطائف. ويبدو أن أزمة الفراغ ألقت بظلالها على جامعتي الدمام والمجمعة، إذ أسند لمديريها إدارة جامعتي حفر الباطن وشقراء العام الماضي، فيما يدير الدكتور عبدالرحمن الواصل جامعة القصيم بالتكليف، إضافة إلى تكليف الدكتور محروس الغبان لإدارة جامعة طيبة أخيراً. أكاديميون: التعيين بعد إقرار النظام الجديد ألمح نائب رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي في مجلس الشورى الدكتور عبدالله الجغيمان ل «عكاظ» إلى أن تأخير تعيين مديري 12 جامعة جاء من وزارة التعليم بعد دمج «التربية والتعليم، والتعليم العالي»، مشيراً إلى أن النظام الجامعي الجديد صدر من مجلس الشورى، وأنه سيصدر قريباً. من جهته، رأى عضو هيئة التدريس السابق في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور عبيد العبدلي أن عدم تعيين مديري الجامعات يشير إلى عدم اعتماد المكلف، «دائماً إما أن تكون مديرا أو ألا تقبل أن تصبح مكلفا»، ليعاود ربط التكليف الذي يسبق التعيين بالجودة، «لو كان جيدا لعين مديراً». ويفسر العبدلي النشط في السلك الأكاديمي تأخر تكليفهم بأن الأوساط الجامعية تنتظر صدور نظام جديد للجامعات، ليعاود انتقاد الوضع القائم، «الجامعات يجب أن لا تترك بدون مديرين معينين، فالمدير المكلف دائما لا يمكنه القيام بالعمل على أكمل وجه، لأنه ليس كمدير معين ،فالتكليف هو تسيير أعمال فقط بصلاحيات محدودة وتسيير الأعمال اليومية». وبشكل واسع، يتداول في مجالس الأكاديميين سبب تأخير صدور تعيين مديري جامعات، والذي عادة يرجع إلى انتظار صدور النظام الجامعي الجديد، لذا يتفهمون توجه وزارة التعليم بتعيين رؤساء للجامعات بالمرتبة ال15 أسوة بوكلاء الجامعات، حتى إن أكاديميين أكدوا بأن ملامح النظام «المتداول» تشي بتعيين رؤساء للجامعات يتم اختيارهم عبر جمعية عمومية، بيد أن المسؤولين في التعليم يرفضون الكشف عن ملامح النظام قبل اعتماده.