نفذت المخابرات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) عمليات استجواب "وحشية" لمشتبهين بالإرهاب في السنوات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/ ايلول في الولاياتالمتحدة، حسبما أفاد تقرير لمجلس الشيوخ. وجاء في تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ أن السي اي ايه ضللت الأمريكيين بشأن مدى فعالية "الاستجواب المعدّل". كما ذكر التقرير أن إدارة عمليات الاستجواب اتسمت بالسوء، وأن المعلومات التي تم الحصول عليها جراء هذه العمليات كانت غير جديرة بالثقة. وفي وقت سابق، أعرب الرئيس الأمريكي، باراك اوباما، عن اعتقاده بأن هذه الأساليب كانت بمثابة تعذيب. ولم ينشر مجلس الشيوخ التقرير الكامل الواقع في أكثر من 6000 صفحة، والذي يحتوي على عدد ضخم من الأدلة ومازال مصنفا باعتباره سريا. وبدلا من هذا نشر المجلس ملخصا للتقرير جاء في 480 صفحة. وتأخر النشر بسبب خلافات في واشنطن بشأن ما ينبغي نشره. هذا التقرير يسبب بعض الحرج عند قراءته، لكنه يسلط بعض الضوء المطلوب على مناطق حالكة. فإذا كانت واشنطن تخلت عن "أسلوب الاستجواب المطور"، أو التعذيب تحت اسم آخر، منذ أعوام، وإذا كان بعض المسؤولين في الحكومة الأمريكية يجهلون حجمه، ومعهم الدول الغربية، فإن ذلك لا يغفر هذه الممارسات أبدا. فبعد إطلاع اللجنة على ملايين الصفحات من الوثائق، تبين لأصحاب التقرير أن هذا الأسلوب الوحشي في جميع الحالات التي نظروا فيها، لم يمنع وقوع عملية إرهابية واحدة. ويعني هذا أن الولاياتالمتحدة والدول الغربية شوهت سمعتها دون أن تربح شيئا. وسيجعل التقرير الولاياتالمتحدة عرضة لتهمة النفاق، وسيكون من الصعب على الدول الغربية أن تنتقد أنظمة الحكم الاستبدادية الوحشية. كما أن ذلك سيشجع الإرهابيين على تبرير فظائعهم، بالإشارة إلى هذه الانتهاكات. وجمّد الرئيس باراك اوباما العمل ببرنامج سي اي ايه للاستجواب عندما وصل إلى السلطة في عام 2009. وفي وقت سابق من العام، قال اوباما إن من وجهة نظره بشأن الأساليب المستخدمة في استجواب السجناء من تنظيم القاعدة تصل إلى حد التعذيب. وفي ظل رئاسة سلفه جورج بوش، نفذت السي اي ايه عملية كانت معروفة داخليا باسم "التسليم والاحتجاز والاستجواب". وخلال هذه العملية، احتُجز نحو 100 إرهابي مشتبه بهم في "مواقع سوداء" خارج أراضي الولاياتالمتحدة. واستُجوب هؤلاء بأساليب منها الإيحاء بالغرق والصفع والإذلال والتعريض للبرد والحرمان من النوم.