توقعت مصادر قريبة من دهاليز وزارة الصحة أن تحتل هموم التأمين الطبي للمواطنين، المراكز الصحية، نقص أسرة العناية المركزة والحضانات، ملف كورونا والضنك، اهتمام وزيرها الجديد الدكتور توفيق الربيعة ولم يخف مختصون ومراقبون للشأن الصحي تفاؤلهم بحراك جديد وحلول للإشكالات المستوطنة في وزارة الصحة منذ زمن بعيد. وأوضح أستاذ مساعد طب المجتمع في جامعة الإمام وخبير الجودة والإدارة الصحية الدكتور محمود عبدالرحمن محمود ل«عكاظ» وجود تحديات عديدة على طاولة الوزير، منها ملف التأمين الصحي المتعثر منذ سنوات طويلة، ومن المتوقع أن يحسم هذا الملف في ظل رؤية 2030 نحو النهوض بالخدمات والاقتصاد والاعتماد على القيادات الشابة وتخطي المعوقات واختصار الإجراءات للوصول للأهداف. بعد رسم الخطوط العريضة ومؤشرات الأداء للمسؤول وفريقه في وضع الخطط التشغيلية وتنويع المصادر والشراكات للوصول للهدف. ويضيف الدكتور محمود قائلا «وزير الصحة الجديد بما عرف عنه في وزارة التجارة مؤهل لخطوات الإبداع متى ما نوع مصادر الاستشارة ودرس مختلف التجارب وانتقى منها ما يتناسب مع المتطلبات دون استنساخ نموذج واحد لا يناسبنا على المدى الطويل». ويرى الدكتور محمود أن الشراكة المتوازنة مع القطاع الخاص، المنشآت الصحية الحكومية خارج وزارة الصحة كالجامعات تعد أحد جوانب رهان المستقبل بعد تعدد كليات الطب إلى أكثر من ثلاثين كلية، إضافة إلى مصلحة التأمينات والمعاشات كمستثمر ربحي متوازن. مؤكدا أن استغلال الموارد البشرية التي تم تأهيلها خلال العشر سنوات الأخيرة يعد مفتاح الرهان للتطوير خصوصا في مجالات الصحة العامة وتعزيز الصحة مع إيجاد تنظيم يمكن الاستفادة من الكوادر المؤهلة. في السياق ذاته، قال وكيل كلية الطب في جامعة الباحة، استشاري مكافحة العدوى الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني، إن ملفي كورونا والضنك من أهم الملفات التي شغلت وزراء الصحة الذين تعاقبوا على إدارتها في السنوات الأخيرة، داعيا إلى ضرورة إيجاد حلول جذرية لمثل هذه الفيروسات المستوطنة التي تغيب فترة وتعود والاستفادة من خبرة وتجارب الدول في مجال المكافحة. وأكد حلواني الحاجة الماسة لإدخال الفحص الجديد لفيروس زيكا مع اقتراب موسم الحج. أما الخبير الاجتماعي والبيئي الدكتور عبدالرحمن كماس فتمنى من الوزير الربيعة الاهتمام بملف المراكز الصحية، وحالتها المتواضعة وبعضها ما زالت في مبان مستاجرة ما أدى إلى حدوث ثغرات في خدمة المراجعين ما فتح المجال أمام كثير من المرضى في التوجه إلى طوارئ المستشفيات وإشغالها بالحالات الباردة. مؤكدا أن المراكز الصحية في جميع دول العالم تعتبر خط الدفاع الأول في مواجهة الأمراض. واعتبر استشاري طب وجراحة العيون الدكتور ياسر المزروعي، أن الصحة تواجه تحديات كبيرة في ظل التطور العمراني والتمدن، حيث زاد الطلب على الخدمات الصحية مع النمو السكاني، وبالتالي فإن اشكال عدم الحصول على السرير أو الحضانة في الوقت المناسب أصبح يشكل معادلة صعبة في المستشفيات الحكومية. وتوقع المزروعي أن الإشكال سيجد الحلول الجذرية مع التوسع في إنشاء المستشفيات وتحريك المتعثرة والتوسع في المراكز الصحية، وكلها ملفات وأجندة لن تغيب عن بال الوزير الجديد.