ينظر متقاعدون تسلموا مناصب قيادية في قطاعات حكومية إلى رؤية 2030 التي أعلن عن تفاصيلها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الإثنين الماضي بشغف كبير، خصوصاً أن كثيرا منهم يعتقد أنهم كانوا مكبلين ب «البيروقراطية السلبية»، ما جعل تحركاتهم صعبة وعسيرة. في السعودية، يرمي عادة المسؤول الحكومي سبب إخفاقه وعدم إنجاز ما يتطلع له إلى العقبات، ويلمح كثير منهم إلى عدم مرونة الأنظمة، حتى أن «البيروقراطية» الهم الأكبر الذي يشتمها المسؤول في صفحات مذكراته التي عادة لا يحرص على نشرها. ويرى مدير إدرة تعليم الكبار السابق الدكتور يوسف العارف والذي قضى قرابة ال40 عاماً في الوظيفة الحكومية أن «رؤية 2030» جاءت مبشرة ومعلنة لوفاة عصر البيروقراطية السلبية وقدوم عصر العمل والشفافية والمحاسبة، «إننا منتظرون وواثقون». يعمل فريق ولي ولي العهد رئيس مجلس الاقتصاد والتنمية التابع مباشرة لمجلس الوزراء إلى تذييل كافة العقبات النظامية وتسريع عملية الإنجاز مع قياس الأداء وجودته لقيادات القطاعات، ما يجعل التعذر ب «بيروقراطية الأنظمة» عذراً غير مسوغ، ويستذكر العارف رحلة المسؤول مع البيروقراطية التي يتهمها ب «فضاء من التعاطي الإداري المؤلم»، ويحملها أيضاً مسؤولية قتل الإبداع، «هي تعني الروتين الخانق للإبداع والقاتل للتجديد والموقّف للطموح». ويوضح أن الأنظمة ليست السبب، بيد أنه يشير بأصابع الاتهام إلى الأشخاص المسؤولين، معللاً: «توجد خيارات للمدير ونوعية القائد الذي يستطيع تطبيق النظام بحذافيره فيدخل في حزب البيروقراطية، أو أن يستثمر هذا النظام بروحه ومعطياته وإمكانات تسخيره لخدمة المنشأة والعاملين فيها، فيتحقق النجاح». ويرى مراقبون أن المملكة بدأت تستشعر استفحال الأمر وما سماه مسؤول كبير في الحكومة ب «البيروقراطية السلبية»، ومنذ تسنم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، أمر بعدد من الإجراءات والأوامر الملكية التي فسرت على أنه محاولة لجعل التحركات الحكومية رشيقة ومرنة.