واصلت فرقة الأهلي الماسية عزفها للوصلة الملكية من خلال بطولات الموسم الحالي والممتد من مواسم مضت، فرقت بينها جودة التتويج. واستحق الراقي بنظر كافة المحايدين لقب الأفضلية، ليس لحصده بطولة الدوري فحسب وإنما لما قدمه كل أفراده من لاعبيه وأجهزته الفنية والإدارية ومجلس إدارته من عمل ظهر بمجرد ابتعاده عن اللغط والأحاديث والصراعات غير المجدية واختار سياسة العمل بهدوء ولهدف النجاح. هزيمة الكبار تخصص ملكي هزيمة الثلاثة الكبار كانت علامة فارقة للفريق الملكي، فباستثناء خسارة كأس ولي العهد أمام الهلال، لم يستطع الاتحاد والهلال والنصر كسب الأهلي في بطولة الدوري، ما حسم الأفضلية وبجدارة لصالح «الأخضر»، إذ انتزع من منافسه الأول الهلال ست نقاط كاملة بتغلبه عليه ذهابا 2/1 وإيابا 3/1، ونفس الحال ينطبق على جاره الاتحاد والذي تغلب عليه الأهلي 3/0 في الذهاب و4/2 إيابا، فيما حصد من النصر أربع نقاط بكسبه ذهابا 4/2 وتعادله في الإياب 1/1. وفي كأس ولي العهد التقى الأهلي غريمه التقليدي الاتحاد في نصف النهائي وكسبه 1/0، بينما كانت آخر المواجهات المصيرية أمام الهلال في كأس خادم الحرمين الشريفين والتي عبر من خلالها أبناء جروس إلى النهائي، بعد أن أقصوا الزعيم بثلاثية هزت الأركان الهلالية. الإنجازات التي حققها الأهلي، ومؤهلة إلى الاستمرار، من شأنها أن تعطي إدارة مساعد الزويهري طاقة إيجابية وحافزا لمواصلة السير نحو مزيد الأهداف والتطلعات وتدعيم الفريق بكل ما من شأنه أن يحافظ على الصورة الأنيقة التي يظهر بها الفريق وتسعد جماهيره، والتي هي الأخرى ستكون على الموعد مع أي مناسبة بعد أن أوفى فريقها بالوعد وحقق المراد. العقد الماسي خط أحمر تبقى المطالب الأهم في مرحلة قادمة، وحتى يدوم للفريق استقراره، يجب على إدارة الأهلي السعي جديا إلى المحافظة على العقد الماسي ومكتنزات الفريق من لاعبيه الذين كتبوا التاريخ من جديد، وألا يغادر أي منهم بوابة النادي، بل أن يتم تدعيمهم، وهو ما بدأته إدارة النادي بتعاقدها أخيرا مع قائد منتخب الشباب فهد الحربي، وكانت الوعود التي صرح بها الزويهري في أكثر من مناسبة بأن الأهلي لن يتوقف وقادمه سيكون أجمل. تحد جديد مشروط بالغير يخوض الفريق الأهلاوي غدا صراعا مختلفا، ينتظر فيه نتيجة الغير، إذ يلاقي الجيش القطري في دوري أبطال آسيا، وهي البطولة التي غاب اهتمام الأهلي عنها لتركيزه على بطولة الدوري. وإذا ما سارت الأمور وخدمت نتيجة العين وناساف الأهلي وأهلته للدور الثاني من البطولة، فستعني انطلاق تحد جديد من شأنه أن يرفع سقف الطموحات بعيدا للفرقة الملكية.