عندما يسأل أحمد عيد الحربي رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عن موقفه، إذا ما أصر الاتحاد العراقي على عدم اللعب إيابا في السعودية في حال رفض الأخيرة خوض لقاء الذهاب في إيران ضمن نصفيات مونديال 2018، يكون جوابه حادا: «نحترم رأي الأشقاء، لكن لن نقبل الخروج عن أرض المملكة، وعلى الآخرين احترام خصوصيات الدول والملعب المحايد يتم تحديده وفقا لنظام البطولة». يرفع أحمد عيد، الذي يعيش الأشهر الأخيرة من ولايته الرئاسية في الاتحاد السعودي، بدوره سقف المواقف، وقد كانت له تجربة سابقة قبل ذلك، عندما أصر على عدم خوض المنتخب السعودي مباراته مع فلسطين في التصفيات المشتركة في رام الله، وتم الاتفاق على نقلها إلى العاصمة الأردنيةعمان بعد موافقة الجانب الفلسطيني. ينطلق عيد في كلامه من قاعدة ثابتة هي أن منتخب بلاده يحق له خوض مباراة الإياب على الأراضي السعودية، وأن يستفيد من عاملي الأرض والجمهور. ويؤكد عيد لوكالة فرانس برس: «لم نعط فرصة للعب على أرض محايدة، لأن النشاط الرياضي قائم في المملكة وما يفكر فيه الأشقاء نحترمه لكن هناك احترام لخصوصيات الدول. وإذا ما قرر الاتحادان الدولي أو الآسيوي اللعب في أرض محايدة لدينا الثقة بأنفسنا بأننا سنتصدى لهذا القرار. سيادتنا في أرضنا». وقد تكون معركة حق الأخضر باللعب على أرضه أمام العراق في تصفيات مونديال روسيا 2018 آخر المعارك التي يخوضها أحمد عيد، إذ لا يبدي حارس مرمى المنتخب السعودي سابقا أي رغبة في الترشح مجددا للرئاسة في الانتخابات المقررة الصيف القادم. يقول عيد في هذا الشأن لوكالة «فرانس برس»: «الرغبة ليست موجودة .. لكن إذا كان هناك إصرار من المحبين على الترشح مجددا لتقديم الأفضل فلن أتوانى، أنا بطبعي أعشق التحدي تحديدا في المجال الذي أحب وهو كرة القدم». وفي رد على سؤال حول صعوبة المجموعة التي وقع فيها الأخضر، يقول عيد: «أنا رجل مؤمن.. ولدي إيمان بقدرات اللاعب السعودي الذي يظهر معدنه عند المحك». ويضيف: «بمجرد أن ظهرت نتيجة القرعة تأكدت أننا نملك القدرة على تخطي الخصوم وليعلم الجميع أننا سنخوض هذه المنافسة وسنسعى إلى تحقيق مبتغانا بالتأهل». يذهب أحمد عيد أكثر من ذلك في التأكيد على حظوظ فريقه بالقول: «سنلعب على المركزين الأولين في المجموعة ومخطئ من يعتقد أننا نلعب على المركز الثالث فقط». ويتطرق رئيس الاتحاد السعودي إلى خريطة الطريق للوصول إلى المونديال، إذ كشف عن لقاء مطول جمعه مع المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك بعد القرعة، وقد أبدى المدرب خلال اللقاء تفاؤلا بشأن تحقيق المنتخب الأخضر التأهل. ولا يرى عيد المنتخب السعودي الحالي بعيدا عن استعادة حلم جيل 1994، ويقول: «نعم المنتخب الحالي يملك عناصر مؤاتية لذلك، وعندما حقق منتخب 94 الإنجازات، كان يقف خلفه إعلام قوي يتفاعل مع الأحداث وإدارة قوية تسعى لتحقيق المعادلة، والأندية وقتذاك كانت أيضا داعمة بقوة». وكان رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبدالخالق مسعود قد أبدى رضاه لموافقة نظيره الآسيوي على اختيار إيران مكانا لمبارياته في تصفيات الدور الثالث الحاسم المؤهلة إلى كأس العالم 2018 في روسيا، والسماح له بخوض مبارياته هناك باستثناء مواجهة المنتخب السعودي. وبين أن مطالب الاتحاد العراقي الآن تتمحور في ربط اختيار بلده ملعبا محايدا لمواجهة المنتخب السعودي (غير إيران)، باختيار نظيره السعودي مكانا محايدا للمواجهة الثانية، موضحا أن الأردن كان الخيار الأول بالنسبة لهم، إلا أن استضافته لمونديال السيدات في توقيت متزامن حال دون الموافقة، كما أن لبنان كان الخيار الثاني لكن المسؤولين اعتذروا عن الاستضافة أيضا. وأرجع رئيس الاتحاد العراقي اختيار إيران إلى اعتبارات عدة منها «قربها من العراق وسهولة الحصول على تأشيرات الدخول سواء للبعثة الرسمية العراقية أو للجماهير الرياضية كانت من أهم الأسباب التي وقفت وراء اختيار طهران ملعبا مفترضا لنا». وأيضا انخفاض أسعار تذاكر الطيران وفنادق الإقامة وتذاكر دخول الملاعب بالنسبة للجماهير الرياضية العراقية كانت من الأمور التي أسهمت إلى حد كبير باختيار العاصمة الإيرانيةطهران. وكشف مسعود أن الدول الخليجية كانت خيارا مستبعدا، لأن هناك منتخبات خليجية في المجموعة نفسها (السعودية والإمارات)، وهذا ما سيمنحها أفضلية تنقل الجماهير فيما تحتاج الجماهير العراقية إلى تأشيرة لدخول الدول الخليجية. وشدد عبدالخالق مسعود على عدم ذهاب منتخب بلاده إلى السعودية في حال لم يذهب «الاخضر» إلى إيران، «في حال رفض المنتخب السعودي اللعب على الأراضي الإيرانية فإن المنتخب العراقي لن يلعب مباراة الذهاب بالمملكة العربية السعودية وأن على المنتخب السعودي في هذه الحالة القبول باللعب في ملعب محايد مباراتين متتاليتين». الجدير بالذكر أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وافق على إجراء جميع مباريات منتخب العراق في الدور الحاسم للتصفيات المونديالية في إيران، ما عدا مباراة المنتخب السعودي التي تمت إحالة ملفها إلى الاتحاد الدولي (الفيفا) للبت فيها.