يشارك وكيل إمارة منطقة جازان الدكتور سعد المقرن أهالي جزيرة فرسان وزوارها غدا السبت صيد سمك الحريد للعام الحالي في المناسبة السنوية التي يتهيأ أهالي الجزيرة معها للاحتفاء بضيف فرسان سمك الحريد (ببغاء البحر)، إذ تقام فعاليات تراثية وأهازيج مصاحبة يشهدها خليج الحصيص كما جرت العادة وفق ما تعارف عليه الفرسانيون وتوارثه الأبناء عن الآباء والأجداد. وتبدأ الفعاليات عند شروق الشمس والبحر في حالة الجزر «العراء»، كما يسميه أهالي البحر، إذ يتوافد محبو صيد سمك الحريد من أبناء فرسان وزوار المحافظة، ويبدأ الجميع بنصب الشباك أو ما تم التعارف عليه باللهجة المحلية «الدور» على مجموعات الأسماك التي تجوب الخليج وتظهر كبقعة سوداء عائمة في المياه. وبعد أن يحكم الصيادون إغلاق الشباك على مجموعات الأسماك يقومون بجرها إلى موقع قريب من الشاطئ، إذ ينتظر على طرفه أهالي الجزيرة والمشاركون في المهرجان متأهبين للظفر بما يستطيعون من هذه الأسماك. وعند الانتهاء من عملية تجميع الأسماك يتم وضع أغصان من شجر النبق أو «الكسب»، كما يعرف في فرسان، ليتوجه إليها السمك ويسهل اصطياده، في الوقت الذي يقف فيه الأهالي منتظرين إشارة الانطلاق، التي يتسابق الجميع بعد سماعها لموقع تجمع أسماك الحريد حاملين معهم مصائد ليخرج كل واحد منهم بنصيبه من سمك الحريد ليقوموا بأكل بعض تلك الأسماك وإهداء البقية للأهل والجيران والأصدقاء. ولا يقتصر الاحتفال على الرجال في الساحل بل يتعداه إلى البيوت، إذ تحتفل النساء بالمناسبة في منازلهن عبر تقديم سمك الحريد الطازج هدايا للمتزوجين الذين لم يمضوا عاما واحدا على زواجهم. ويقصد سمك الحريد أرخبيل فرسان في هجرة سنوية خلال هذه الفترة من العام بحثاً عن الدفء ووضع البيض، خصوصا أن الممر (خليج الحصيص) عبارة عن مياه ضحلة ودافئة تساعد على عملية التبييض، ويمتاز هذا النوع الذي لا يتجاوز طوله 40 سم بخلوه من الأشواك. ويشكل المهرجان فرصة للتعريف بإمكانات الجزيرة الحالمة التي تشهد تطوراً متنامياً، إلى جانب ما تتفرد به من المواقع السياحية والأثرية المميزة والجزر المتناثرة التي تجعل من أرخبيل فرسان موقعاً سياحياً فريداً ووجهة سياحية مميزة على مستوى المملكة.